|

خلص موقع أميركي إلى أن دلائل كبيرة توحي بأن المنافسة بالانتخابات الرئاسية -المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل- ستكون أكثر من “عادية” من خلال التحول الكبير لدى الناخبين الشباب أو ما يعرف بـ”جيل زد”.

وفي مقال لموقع “فوكس” (VOX) المتخصص فيما يعرف بالصحافة التفسيرية، سلط الكاتب كريستيان باز الضوء على هذه الشريحة العمرية من الناخبين، محاولا سبر أغوارها في مسار الانتخابات ومدى قدرتها على صنع الفارق في نتائجها.

وقال الكاتب إنه بعد تخلي “جيل زاد” عن الرئيس جو بايدن لصالح مرشحي الطرف الثالث، وعن الرئيس السابق دونالد ترامب، أو ببساطة عدم التصويت، ها هم يحشدون لدعم كامالا هاريس منذ دخولها السباق نحو البيت الأبيض خلفا لبايدن المنسحب.

وأشار إلى أن الناخبين الشباب نظموا دعوات عبر تطبيق “زوم” لدعم حملة هاريس الناشئة، كما سارعت مجموعاتهم الناشطة إلى تأييد نائبة الرئيس والتسجيل للتطوع في حملتها والتصويت لأول مرة.

ومقابل هذه النزعة التفاؤلية، يستدرك الكاتب بالقول إن المشاعر الطيبة، مثل أي شهر عسل، يمكن أن تكون مؤقتة تجاه هاريس، وقد ينفر منها الشباب عندما تتوفر لديهم معطيات أكثر تخص سجلها السياسي أو تاريخها الشخصي بناء على وابل الهجمات التي يشنها ترامب ضدها.

ورغم ذلك، وبعد مرور شهرين من خلافتها لبايدن في سباق الرئاسة، تمكنت هاريس من الحفاظ على حماس الشباب واستعادة الكثير من الدعم الذي تلقاه منهم بايدن عام 2020. وتشير استطلاعات رأي إلى أن جزءا من هذا النجاح يرجع إلى أن حملتها تعالج بعض الإحباطات العميقة التي يعاني منها هؤلاء الشباب مثل الشعور بالانفصال وغياب التمثيل، وبأن المؤسسة السياسية لا تسمعهم.

استطلاعات وإحصاءات

وأظهرت استطلاعات رأي، أجريت قبل انسحاب بايدن وبعد أداء هاريس في المناظرة مع ترامب، أن هاريس كسبت ما يقرب من 12 نقطة مع الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29، مقارنة بنسبة صعود بلغت 4.2 نقاط للناخبين من الفئات الأعمار الأعلى.

وحتى بانتخابات 2020، وهو عام شهد إقبالا قياسيا من الشباب على التصويت، صوت حوالي نصف تلك المجموعات الديموغرافية الأصغر سنا فقط. ومع ذلك، فإن إقبال الناخبين الشباب يبقى عنصرا ضروريا لأي فوز رئاسي بالمعسكر الديمقراطي، حتى لو لم يكن ذلك كافيا لتغيير مجرى نتائج السباق بأكمله، حسب الكاتب.

والعام نفسه أيضا، فاز بايدن بأصوات الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما بنحو 24 نقطة، وفقا لاستطلاعات ما بعد الانتخابات. وكانت هذه النتيجة في حد ذاتها بمثابة تراجع عن الدعم الذي تلقته هيلاري كلينتون وباراك أوباما بالانتخابات السابقة، لكن بايدن واجه منذ فترة طويلة صعوبة في كسب ثقة الشباب.

ووفقا لمتابعات الخبير الإستراتيجي الديمقراطي توم بونييه، ارتفعت معدلات التسجيل الجديد للشباب، وخاصة ذوات البشرة السمراء والأصول اللاتينية، في أعقاب انسحاب بايدن مباشرة وصعود هاريس، وخلال الأسابيع الستة التي تلت ذلك. وتعكس هذه الإحصائيات ما يقوله متتبعو تسجيل الناخبين المستقلين، مثل موقع (Vote.org).

ويولي كل من الجمهوريين والديمقراطيون الشباب الآن المزيد من الاهتمام الإعلامي، وبينما ارتفعت حصة شباب الحزب الديمقراطي الذين أكدوا أنهم سيصوتون هذا العام، ظلت حصة الجمهوريين ثابتة.

وتشير الاستطلاعات والإحصاءات مجتمعة ليس فقط إلى أن اندفاع وحماس الشباب المبكر لهاريس مستمر فحسب، بل أيضا إلى أن هناك فرصا واضحة لحملة نائبة الرئيس لمواصلة زيادة فرص الدعم هذه.

الناخبون الشباب عبروا عن دعم كبير لهاريس (أسوشيتد برس)

طريق الفوز

وعلى سبيل المثال، حدد كتاب فرنانديز أنكونا “طريق الفوز” مجموعة من الناخبين الشباب بالولايات المتأرجحة، وقام باستطلاع رأيهم لفحص شعور الشباب تجاه البلاد، والعملية الانتخابية، والمرشحين الذين سبقوهم. وأجري الاستطلاع هذا الصيف قبل انسحاب بايدن من السباق.

وقال أنكونا إن “أحد التحديات التي رأيناها في وقت مبكر مع ترشيح بايدن أن الشباب شعروا وكأن بايدن قد تخلى عنهم، وأنه لا يستطيع القتال من أجلهم لأنه كان طاعنا في السن ولم يعد قادرا على فهمهم أو الشعور بالتعاطف معهم”.

وكانت النتائج قاتمة بالنسبة للديمقراطيين، إذ أكدت ما توصلت إليه أبحاث نوعية أخرى للناخبين الشباب، وهي أنهم يشعرون وكأنهم الحلم الأميركي الذي بات “سرابا يتلاشى” وهدفا “بعيد المنال” على نحو متزايد.

ورغم بقائهم متفائلين، فإن شعور استبعادهم من المناقشات السياسية بقي أمرا يؤرقهم، ولم يلهمهم بايدن أو ترامب بأي حلول، كما أنهم يتعرضون لضغوط بسبب تكلفة المعيشة والديون والتهديدات المتعلقة بحقوق الإجهاض.

وحسب أنكونا فإن “ما نراه في البيانات أن هاريس تكاد تكون المرشحة المثالية لهم، لأنها تعرض الأشياء الثلاثة التي قال الشباب إنهم يريدونها أكثر من غيرها” وهي الأصالة والسياسات القابلة للتنفيذ وتغيير الوضع الراهن.

ومع ذلك، تشير هذه التحليلات إلى نقطة ضعف مركزية لهاريس كانت موجودة حتى قبل الهزة التي حدثت في الصيف. ولا يزال الناخبون الشباب، والناخبون بشكل عام، قلقين بشأن القدرة على تحمل التكاليف وآفاقهم الاقتصادية، وهذه قضية كبرى تعيق الدعم الأقوى من الشباب وخاصة ذوي البشرة غير البيضاء.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version