تقرير الجريدة السعودية

مكة المكرمة – بدأ حوالي 1.8 مليون حاج، اعتبارًا من يوم السبت، رحلتهم إلى المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج، متحدين درجات الحرارة التي تصل إلى 48 درجة مئوية.

وللتخفيف من الحرارة الشديدة، تم وضع نظام شامل يستخدم أحدث تقنيات التبريد الأرضي، ومواد الخيام المقاومة للحريق والحرارة، وأنظمة تكييف الهواء الحديثة.

بالإضافة إلى ذلك، تم نشر أعمدة التغشية وفوهات الرش في مناطق مختلفة لتوفير الراحة للحجاج.

تحويل الممرات التي يستخدمها الحجاج إلى ممرات مغطاة بالضباب، مبادرة من منظمي الحج لخفض درجات الحرارة وزيادة كفاءة التبريد. وتعمل تقنية الطلاء الأبيض على الأسطح الإسفلتية على خفض درجة حرارتها بنحو 20 درجة مئوية، وذلك باستخدام مواد مصنعة محلياً تمتص قدراً أقل من الإشعاع الشمسي.

ويشتهر سهل عرفات بأشجار “النيم” الخضراء التي يبلغ عددها حسب بعض المصادر أكثر من 600 ألف شجرة. وتساعد هذه الأشجار، إلى جانب الخيام المكيفة، على خفض درجات الحرارة وخلق بيئة أكثر برودة للحجاج الذين يقيمون من شروق الشمس إلى غروبها في التاسع من ذي الحجة.

ونجحت الهيئة العامة للطرق، كما صرح المتحدث الرسمي باسمها عبد العزيز العتيبي، في خفض درجة حرارة مسارات المشاة المؤدية إلى الجمرات بمقدار 12 إلى 15 درجة مئوية العام الماضي. وفي هذا العام، تم توسيع الجهود لتغطية المنطقة المحيطة بمسجد نمرة، والتي تبلغ حوالي 25000 متر مربع.

تقوم المملكة العربية السعودية بدراسة جميع مراحل الحج بدقة لإدارة الإجهاد الحراري الذي يعاني منه الحجاج. ويشمل ذلك قياس درجات الحرارة داخل وخارج الخيام ومراقبة سرعة الرياح ومستويات الرطوبة سنويًا. وتهدف هذه الجهود، التي يقودها المركز الوطني للأرصاد الجوية بالتعاون مع الجهات المعنية، إلى تقليل حالات الدخول إلى المستشفيات والمراكز الصحية.

سلطت دراسة حديثة أجراها “مركز الأبحاث والابتكار” في مستشفى الملك فيصل التخصصي، الضوء على فعالية الإجراءات الوقائية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في التخفيف من المخاطر الصحية المرتبطة بالحرارة على الحجاج.

وحللت الدراسة 40 عاماً من بيانات الأرصاد الجوية ومعدلات ضربات الشمس والإرهاق أثناء الحج في مكة المكرمة. وأكدت انخفاضاً كبيراً في حالات ضربة الشمس بنسبة 74.6%، وانخفاضاً في معدلات الوفيات بنسبة 47.6% خلال العقود الأربعة الماضية، على الرغم من ارتفاع متوسط ​​درجة الحرارة بمقدار 0.4 درجة مئوية كل 10 سنوات في مكة المكرمة.

تدرك وزارة الصحة السعودية التحدي الكبير الذي يمثله ارتفاع درجات الحرارة هذا العام، والذي يهدد صحة الحجاج. تبذل كل الجهود لضمان بيئة آمنة وصحية لضيوف الله في ظل هذه الظروف المناخية القاسية.

وأكد الدكتور محمد العبد العلي المتحدث الرسمي للوزارة أهمية الالتزام بالإرشادات الصحية الصادرة عن الوزارة. ويشمل ذلك حمل المظلات لتجنب أشعة الشمس المباشرة، وشرب كمية كافية من الماء، وأخذ فترات راحة بين الطقوس لتقليل التعب والإرهاق الحراري.

إن الجهود العلمية المبذولة في المشاعر المقدسة لعكس ضوء الشمس وانخفاض درجات الحرارة أثناء النهار والليل تعكس العناية التي يتم بذلها في المسجد الحرام. وهناك يتم التحكم في درجات حرارة الأرضيات في الصيف، والتي يمكن أن تصل إلى 50 درجة مئوية، عن طريق استيراد الرخام من جزيرة ثاسوس اليونانية. يعكس هذا الرخام الضوء والحرارة، ويحافظ على سطح بارد بسبب سمكه البالغ خمسة سنتيمترات، بغض النظر عن درجات الحرارة المرتفعة. وهذا جزء من سلسلة من الابتكارات السعودية التي يتم تطويرها باستمرار لتوفير أقصى درجات الراحة للحجاج بغض النظر عن التكلفة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version