|

رسم حزب الله بالأرقام والإحصائيات أحدث صورة لتطورات التوغل البري الإسرائيلي في الجنوب اللبناني منذ بدئه مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مثبتا تمكنه من إيقاع خسائر كبيرة بقوات الاحتلال الإسرائيلي، رغم القصف الجوي المكثف.

وأكد حزب الله أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكّن من احتلال أي قرية من قرى الحافة الأمامية بجنوب لبنان، مؤكدا تصدي عناصره للقوات الإسرائيلية على 5 محاور على الحدود.

وقال الحزب إنه أوقع 70 قتيلا إسرائيليا وأكثر من 600 جريح في صفوف ضباط وجنود الاحتلال، إلى جانب تدمير 28 دبابة ميركافا و4 جرافات عسكرية وآلية مُدرعة وناقلة جند، فضلا عن إسقاط 4 مسيّرات.

وتعليقا على ذلك، قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن حزب الله يستعد لهذه الحرب منذ 18 عاما، في إشارة منه إلى نهاية حرب لبنان الثانية صيف عام 2006.

ويعتقد حنا، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني، أن حزب الله الموجود الآن “مختلف”، مستدلا بالتنسيق بين عمليات إطلاق الصواريخ والمسيّرات “وهو ما يؤكد وجود منظومة قيادة وسيطرة”.

وبيّن الخبير العسكري أنه على امتداد الخط الأزرق، البالغ طوله 120 كيلومترا، هناك الكثير من القرى اللبنانية التي تطل على الداخل الإسرائيلي، لذلك تقاتل 5 فرق عسكرية إسرائيلية في المنطقة.

وكانت الأمم المتحدة رسمت هذا الخط الأزرق للفصل بين الجانبين بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، ولا يعد الخط حدودا دولية لكنه أنشئ بهدف التحقق من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان.

ونبه حنا إلى محورية دور الفرقتين 210 و98 في العملية البرية الإسرائيلية بالعمق اللبناني، إذ تحاول الفرقة الأولى عزل البقاع عن جنوب نهر الليطاني انطلاقا من مزارع شبعا، في حين تحاول الثانية الدخول إلى قريتي رب ثلاثين والطيبة القريبتين من الليطاني.

ويمتد نهر الليطاني على طول 170 كيلومترا من منبعه شرقا إلى مصبه غربا، ويبعد حوالي 30 كيلومترا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

وفي هذه الحالة، تريد إسرائيل -كما يقول حنا- الانتقال إلى خط ثانٍ من القرى اللبنانية، لكنه استدرك بالقول إن “الأهم هو البقاء لا الوصول والدخول إلى المنطقة”.

ويؤكد أن البقاء يحتم وجود بنية تحتية أمنية وعسكرية متكاملة، مبينا أنها ليست متوفرة، كما أن الجيش الإسرائيلي ليس قادرا على ذلك.

ويعتقد الخبير العسكري أن الضغط العسكري الإسرائيلي الحالي يستهدف فرض واقع سياسي جديد كما تريد واشنطن عبر وزير خارجيتها أنتوني بلينكن ومبعوثها الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين.

وأضاف أن إسرائيل تحاول فرض ذلك عبر “الردع العقابي والتدميري” مثلما يحدث في مدينة صور شمال الخط الأزرق.

وكان موقع “والا” قد نقل عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن وثيقة مبادئ قدمتها إسرائيل للولايات المتحدة لإنهاء الحرب في لبنان تسمح للنازحين على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم.

كما تسمح الوثيقة -وفق الموقع- للجيش الإسرائيلي بالتأكد من أن حزب الله لا يعيد تسليح نفسه، وتمنح سلاح الجو الإسرائيلي حرية العمل في المجال الجوي اللبناني.

وعن استهداف حزب الله المستمر لقاعدة غليلوت بضواحي تل أبيب، قال حنا إن ذلك ينبع من كونها تضم الوحدة الاستخباراتية 8200، مشيرا إلى أن إسرائيل ترتكز على مثلث الحسم السريع، والإنذار المبكر، والردع، حيث يتلخص دور الوحدة بالإنذار المبكر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version