في إنجاز وصفه أنصاره بالأسطوري، كسب دونالد ترامب الرهان الرئاسي وحقق “عودة عظيمة” إلى البيت الأبيض، بعد تحقيقه فوزا خاطفا وكاسحا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، وترك متابعي النتائج محليا وعالميا في حالة ذهول.
وعرفت حملة المرشح الجمهوري في زحفه الثالث نحو أسوار سكنه القديم الجديد في العاصمة واشنطن، محطات وتقلبات كانت فارقة في مسيرة الرجل “الثمانيني”، وتخللتها محاولتا اغتيال نجا من إحداهما بشكل أقرب إلى الأفلام الهوليودية.
وخلال ساعات قليلة اكتسح ترامب الولايتين الحاسمتين كارولاينا الشمالية وجورجيا، قبل أن تمنحه كل من بنسلفانيا وويسكونسن بطاقة العبور النهائية، وحتى قبل إعلان فوزه رسميا، تلقى الملياردير المثير للجدل سيلا من التهاني من رؤساء وزعماء عبر العالم.
وبعد انجلاء غبار المعركة، غرق ملايين الأميركيين من ذوي القبعات الحمراء في مهرجان من الفرح العارم بانتخاب زعيمهم، في حين غرق آخرون في حالة من الخوف والريبة بسبب وعيد ترامب خلال حملته الانتخابية بملاحقة المهاجرين غير النظاميين وطردهم من البلاد.
وخلال حملة انتخابية صاخبة، توعد قطب العقارات بتنفيذ أكبر عملية على الإطلاق لترحيل المهاجرين الذي وصفهم بالمجرمين وباثي السموم في بلاده، منذ اليوم الأول من تسلمه مفاتيح البيت الأبيض.
وفي خطاب النصر الكبير الذي ألقاه اليوم أمام أنصاره في فلوريدا، وجّه صاحب شعار “سأجعل أميركا عظيمة مجددا (MAGA)” رسالة واضحة للمهاجرين بقوله صراحة “سنغلق الحدود أمام المجرمين”.
وخلال الخطاب الذي ظهر فيه محاطا بأفراد عائلته وعقيلته ميلانيا، أطلق الرئيس الـ47 لأميركا دعوة إلى الوحدة وحض الأميركيين على وضع الانقسامات التي سادت في السنوات الأربع الماضية جانبا، والمضي قدما إلى الأمام، قائلا إن “الله أنقذني لينقذ البلاد وسنغير أوضاعها”.
ولدى أدائه اليمين في 20 يناير/كانون الثاني المقبل خلفا لغريمه المنتهية ولايته جو بايدن، سيكون ترامب أمام تحديات كبرى لتضميد جراح بلد بات يعاني انقسامات اجتماعية حادة وأزمات اقتصادية متفاقمة.
وخلافا لدونالد ترامب الذي قاطع حفل تنصيب بايدن الفائز بانتخابات 2020، وما تلاها من أعمال عنف دموية فيما بات تعرف بأحداث “الكابيتول”، فقد التزم الرئيس الديمقراطي المشاركة في حفل تنصيب عدوه اللدود و”الانتقال السلمي للسلطة”.
وإضافة إلى الفوز الخارق بالرئاسة، سيتمكن ترامب من الاعتماد على مجلس الشيوخ الذي استعاده الجمهوريون من الديمقراطيين، وسيكون الانتصار كاملا إذا تمكن الحزب الجمهوري من الاحتفاظ بمقاعد مجلس النواب.
ولم ترشح تفاصيل كثيرة حول خيارات إدارة ترامب المقبلة، مع استثناء واحد لافت يتمثل في “إهداء حقيبة مهمة” لحليفه الملياردير الآخر إيلون ماسك، الذي أنفق أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته على حملة الحزب الجمهوري.