مع اقتراب موعد الجولة الثانية من الانتخابات التركية لا يزال أمام مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو، الكثير ليفعله في مواجهة الرئيس التركي، رجيب طيب أردوغان، الذي يبدو في هذه المرحلة غير قابل للإزاحة.
ففي مواجهة رئيس الدولة، شدد كليتشدار أوغلو البالغ من العمر 74 عاماً لهجته هذا الأسبوع حول مصير اللاجئين ومسألة الإرهاب، خلافاً لأسلوبه الهادئ الذي اعتمده خلال حملته الانتخابية للدورة الأولى في محاولة لاستمالة القاعدة الناخبة للقوميين.
وهذا المرشح الذي لطالما بنى صورة رجل شخصية عامة لا تتمتع بالكاريزما، طوّر حتى الآن رؤيته خلال تجمعاته الانتخابية وخصوصاً في أشرطة فيديو بسيطة ينشرها كل مساء على شبكات التواصل الاجتماعي.
فيما هذه الاستراتيجية يبدو أنها أعطت نتائج، حيث إن استطلاعات الرأي تظهر أنه في موقع جيد. لكن نتائج الدورة الأولى خلفت أجواء مخيبة للآمال.
إلى ذلك يطرح أبرز معارض لأردوغان نفسه كمكافح للفساد في السياسة التركية مندداً منذ سنوات بهذه الآفة المستشرية، بحسب قوله في أعلى هرم السلطة.
وعود انتخابية
ووعد بأنه في حال انتخابه سيدفع فواتير الماء والكهرباء وسيفضل قصر جانكايا الرئاسي التاريخي على القصر الفخم المكون من 1100 غرفة الذي بناه أردوغان على تلة مشجرة في أنقرة.
كذلك تعهد بعدم مصادرة السلطة، مؤكداً أنه “بعد إعادة الديمقراطية” والحد من سلطات الرئيس سيتخلى عن كل شيء للاهتمام بأحفاده.
وهذا الخبير الاقتصادي الذي تولى لفترة رئاسة الضمان الاجتماعي التركي في التسعينيات، كان يعتبر حتى الآن غير قادر على الفوز بانتخابات.
من انتخابات تركيا ( أ ب)
لكن الفوز المزدوج في 2019 لمرشحي حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البلدية في إسطنبول وأنقرة، الذي شكل نكسة غير مسبوقة لرجب طيب أردوغان وحزبه، يعود الفضل فيه إليه بشكل كبير.
ومتسلحاً بهذا النجاح، تمكن هذه السنة من أن يجمع حوله ستة تنظيمات معارضة وأن ينال دعم أبرز حزب مؤيد للأكراد.
“قلب بأصابعه”
في حين أحاط نفسه خلال الحملة برئيسي بلدية إسطنبول وأنقرة، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش وهما يحظيان بشعبية واسعة ويريد تعيينهما نائبين للرئيس في حال فوزه وأعاد تشكيل فريقه حول إمام أوغلو في الدورة الثانية.
وفي كل من تجمعاته الانتخابية، كان كمال كليتشدار أوغلو يتوجه إلى مناصريه راسما علامة “قلب بأصابعه” ما أصبح شعار حملته.
لكن هذا الرمز المحبب ووعوده بإنهاض الاقتصاد لم تكن كافية لكي يتقدم على الرئيس الحالي.
كليتشدار أوغلو (أ ب)
ويحب كمال كليتشدار أوغلو تقديم نفسه كرجل يتحلى بالصبر والمثابرة، وهما صفتان سيكون عليه استخدامهما مجددا لحشد الناخبين وصولا حتى 28 أيار/مايو إذا كان يأمل في هزم منافسه.
يذكر أن زعيم حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي-ديمقراطي) نال في الدورة الأولى من الانتخابات، 44,9% من الأصوات مقابل 49,5% لأردوغان مرغما إياه على خوض دورة ثانية للمرة الأولى.