منذ أن سقط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تعمل القوات الأمنية ضمن الإدارة الجديدة في سوريا على شن حملات أمنية تلاحق من تسميهم “فلول النظام البائد”.

وتشمل الملاحقات الضباط والجنود من جيش النظام ومليشيات الدفاع الوطني الذين لم يقوموا بإجراء تسوية لأوضاعهم خلال المهلة التي منحتها “إدارة العمليات العسكرية”.

وقد لاحقت الحملات الأمنية من لم يقوموا بإجراء تسويات بمحافظتي حمص وحلب والساحل السوري، وكان آخرها بالعاصمة دمشق ومحيطها، وما إن تعلن الإدارة الجديدة عن انتهاء إحدى حملاتها حتى تعلن عن أخرى بمنطقة جديدة.

وتداول ناشطون سوريون صورة، قالوا إنها من منزل أحد ضباط الحرس الجمهوري في النظام المخلوع، وجدت معلقة في صدر المنزل الواقع في حي مشروع دمر في العاصمة دمشق.

وقد وضعت الصورة ضمن إطار خاص لها، وتظهر الضابط بلباسه الميداني الكامل، فيما تنتشر حوله جثامين عدد من الضحايا، فيما لم يُعرف مكان أخذ الصورة ولا ضمن أي مجزرة التُقطت.

ولاقت الصورة تفاعلا وغضبا كبيرين في أوساط المغردين السوريين، واصفين الفعل بأنه جريمة نكراء، حيث غرد الصحفي السوري قتيبة ياسين، إن “الضابط علق صورته وهو يرتكب إحدى المجازر بحق السوريين في صدر منزله لكي يراها أطفاله وزواره”، واصفا من يقوم بفعل مشابه بأنه يستحيل أن يكون من البشر.

ورد أحد المعلقين بالقول إنه “عندما يصل الإجرام إلى هذه الدرجة من التبجح، فهذا يدل على نهج ومعتقد متأصل ومتجذر، لا يمكن التعامل إزاءه بالمنطق!”.

وتساءل الشيخ محمود الدالاتي، في منشور على حسابه بمنصة فيسبوك، قائلا: “لماذا لن نتنازل عن محاكمة المجرمين الذين ارتكبوا المجازر بحق أبناء شعبنا؟”، مضيفا أن السوريين لن يسامحوا هذا الضابط وأمثاله، وستتم ملاحقتهم أينما كانوا.

كما علق حساب “أرشيف الثورة السورية” في منصة “إكس” على الصورة بأننا “نرى الانحطاط الإنساني في أقبح صوره”، حين تصبح الجريمة مدعاة للفخر حيث يخلد القاتل صورته مع ضحاياه دون خجل.

وقال أحد المغردين، على حسابه في منصة “إكس”، إن الصورة التي تظهر أحد الضباط يتفاخر بقتل السوريين ممن قاموا ضد نظام فاسد، تكشف كيف أن جنود جيش النظام “قتلة” ويعانون من أمراض نفسية.

كما تساءل حساب “ثوار القبائل والعشائر”، في تغريدة على منصة “إكس”، ما إذا كان جائزا أن يبقى هذا الضابط من الطلقاء أم يجب أن يُحاسب على جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب السوري؟!

وتعليقا على حملات الملاحقة الأمنية في المحافظات السورية، يطالب الكثير من المعلقين الإدارة الجديدة بأن يتسامحوا مع الجنود السابقين في جيش النظام بحجة أنهم كانوا مكرهين على المشاركة في المعارك مع الجيش خشية أن يلاقوا مصائر قاسية في المعتقلات.

غير أن انتشار صور كهذه، واستذكار المجازر الطائفية التي نفذتها قوات النظام خلال السنوات الـ13 الماضية تعيد فتح ملف المحاسبة، ويطالب آخرون كثر بألا يتم التسامح مع المجرمين، داعين إلى محاسبتهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version