قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها وثقت مقتل نحو 7 آلاف مدني على يد القوات الروسية منذ بدء تدخلها العسكري لدعم نظام بشار الأسد في سوريا في 30 سبتمبر/أيلول 2015.
وفي تقرير تنشره غدا الجمعة واطلعت عليه الجزيرة نت، ذكرت الشبكة أنها وثقت مقتل 6954 مدنيا بينهم 2046 طفلا و978 سيدة على يد القوات الروسية لوحدها منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا قبل 8 سنوات.
وتأسست الشبكة السورية لحقوق الإنسان عام 2011 وتصف نفسها بأنها مؤسسة حقوقية مسـتقلة تهتم بتوثيق الضحايا والانتهاكات في سوريا بعد اندلاع الثورة ضد النظام في مارس/آذار من نفس العام وما تلاها من صراع مسلح وتدخل من عدة أطراف ودول وما يزال مستمرا حتى اليوم.
وقال التقرير الصادر بمناسبة مرور 8 أعوام على التدخل الروسي في سوريا، إن 11 شخصا بينهم طفلان وسيدة قتلوا على يد القوات الروسية منذ نهاية سبتمبر/أيلول من العام الماضي وحتى اليوم، وهو يعد انخفاضا عن إحصائيات الأعوام الماضية حيث سجل العام الأول من التدخل لوحده أكثر من 3500 قتيل.
وتمتلك روسيا حاليا عدة قواعد عسكرية في سوريا، أبرزها قاعدة حميميم بمحافظة اللاذقية الساحلية (شمال غربي سوريا)، وتنفذ طائراتها وقواتها بشكل متكرر غارات وهجمات على مواقع تابعة للمعارضة السورية في شمال البلاد.
وذكرت الشبكة أنها وثقت بالصور والفيديو ما لا يقل عن 360 مجزرة ارتكبتها القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا، إلى جانب 1246 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية من مدارس ومنشآت طبية وأسواق.
وأشار التقرير إلى مقتل 70 من الكوادر الطبية و44 من كوادر الدفاع المدني على يد القوات الروسية خلال 8 سنوات. كما ذكر أنه تم توثيق مقتل 24 إعلاميا أيضا في الفترة نفسها.
وأوردت الشبكة إحصائية لشن القوات الروسية 237 هجوما بذخائر عنقودية منذ 30 سبتمبر/أيلول 2015، وكذلك 125 هجوما بأسلحة حارقة.
وبشأن أعداد النازحين، قالت الشبكة إنها وثقت تشريد 4 ملايين و800 ألف شخص من منازلهم في سوريا منذ عام 2011 وكان لما وصفته بالعنف المتصاعد من جانب القوات الروسية الأثر الأكبر فيه إلى جانب الهجمات التي شنتها قوات النظام السوري وحلفاؤها من المليشيات الأجنبية.
وعلى صعيد الدعم السياسي، أكدت الشبكة أن روسيا وقفت خلال سنوات الصراع ضد أي إدانة دولية للنظام السوري، وعملت على شل مجلس الأمن تجاه مساءلة النظام عن الجرائم التي ضد الإنسانية المنسوبة إليه.
وقالت إن موسكو استخدمت حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن 18 مرة، منها 4 قبل التدخل العسكري، و14 مرة استُخدمت بعد تدخلها العسكري المباشر في سوريا عام 2015.
وفي نهاية تقريرها أصدرت الشبكة عدة توصيات أبرزها موجهة لما وصفته بالمجتمع الدولي لدعم عملية الانتقال السياسي في سوريا والضغط لإلزام الأطراف بتطبيقه خلال مدة 6 أشهر وكذلك تجديد الضغط على مجلس الأمن لإحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات وجرائم الحرب خلال سنوات الصراع.
كما أوصت بفرض عقوبات على روسيا إلى جانب المفروضة عليها بعد حرب أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وذلك لما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سوريا، وفق تعبيره.
ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من روسيا على التقرير الصادر من الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إلا أن موسكو عادة ما تعلن أنها تدخلت في سوريا بناء على طلب من الحكومة لمحاربة من تصفهم بالإرهابيين.