تابعت صحف ومواقع عالمية تطورات الحرب في قطاع غزة، حيث نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” مقالا يرى كاتبه أن حرب غزة ستغير العالم من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، فيما حذر تحليل بصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية من ترويج وسائل إعلام متعصبة لحرب عالمية انطلاقا من غزة.
ولليوم الـ32 على التوالي، يشن جيش الاحتلال غارات مكثفة على الأحياء السكنية في قطاع غزة استشهد فيها أكثر من 10 آلاف، بلغت نسبة النساء والأطفال منهم نحو 70%، في حين تجاوز عدد المصابين 25 ألف فلسطيني، بحسب بيانات رسمية.
وكتب جدعون ريتشمان في مقاله بصحيفة “فايننشال تايمز” أن حرب غزة سوف تغير العالم من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، مشيرا إلى تزايد احتمال إمساك روسيا بزمام المبادرة في حربها مع أوكرانيا، وإلى تحطم ما وصفه بالتفاؤل المبدئي الذي عززته اتفاقيات السلام بين إسرائيل والعديد من الدول العربية.
وبينما توقع ريتشمان أن حربا أوسع نطاقا في الشرق الأوسط هي أقرب في الوقت الحالي من إعادة تنشيط عملية السلام، حذر توماس لوغران في تحليل له بصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية من جعل الحرب الإسرائيلية الفلسطينية في غزة والضفة الغربية نقطة متقدمة في حرب عالمية، متهما “وسائل الإعلام المتعصبة” بالترويج لذلك.
واعتبر لوغران ذلك يأتي في سياق الرغبة لدى بعض الأشخاص في اندلاع معركة هوية، وخدمة أسوأ أوجه اليمين المتطرف، وهي برأيه “لعبة خطيرة وحقيرة”، لكنه يرى أن المنطقة ليست على شفا الحرب كما يُروج، بل بعيدة عنه، إلا أن توقعها والتنبؤ بها يعني تشجيع إمكانية حدوثها، حسب قوله.
في حين نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” من تل أبيب عن مسؤول أمني إسرائيلي حديثه عن قلق لدى الجيش الإسرائيلي من أن تواجه حكومة بنيامين نتنياهو مزيدا من الضغوط الأميركية للحد من القتال قبل تحقيق أهدافها الحربية، مضيفة أن الأخير يقاوم ضغوطا تمارسها واشنطن لوقف الغارات الجوية من أجل تسهيل توصيل المساعدات الإنسانية.
بدوره، عدد الكاتب ماثيو إيغليسياس في مقال بموقع “بلومبيرغ” الأميركي الفوائد التي يمكن أن تجنيها إسرائيل -داخليا وخارجيا، وخصوصا في الولايات المتحدة- إذا ما استقال نتنياهو، لافتا إلى أن وقوف الرئيس الأميركي جو بايدن إلى جانب إسرائيل أغضب اليسار والمسلمين والعرب في الحزب الديمقراطي، وهو أمر أضر به سياسيا.
أما صحيفة “ميديا بارت الفرنسية” فنقلت عن المؤرخ الإيطالي إنزو ترافيرسو شعوره بالقلق من الآثار المدمرة لاستغلال ذكرى المحرقة لتبرير “حرب الإبادة الجماعية” التي يقودها الجيش الإسرائيلي في غزة، وتحذيره من أن هذا الانحراف يمكن أن يسبب “ارتفاعا مذهلا” في معاداة السامية.