تقرير الجريدة السعودية
جدة — حصل ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034 على درجة تقييم غير مسبوقة بلغت 419.8 من أصل 500، وهي أعلى درجة تم تسجيلها على الإطلاق في تاريخ تقييمات عروض FIFA. ويؤكد هذا الإنجاز على الاستعداد الدقيق الذي قامت به المملكة، والرؤية الرائدة، والالتزام باستضافة بطولة عالمية المستوى تتوافق مع أهداف الفيفا وتطلعات الملايين من مشجعي كرة القدم حول العالم.
يسلط تقرير تقييم عرض الفيفا الضوء على النهج الشامل والمتطلع للمملكة العربية السعودية، والمتأصل في مبادرتها التحويلية رؤية 2030. يعرض العرض بنية تحتية مبتكرة، وملاعب حديثة، وتدابير استدامة قوية، وإطارًا تجاريًا استثنائيًا يعد بفوائد كبيرة لمجتمع كرة القدم العالمي.
بنية تحتية استثنائية ومرافق حديثة
وأشاد التقرير بخطط البنية التحتية الطموحة في المملكة العربية السعودية، والتي تشمل 15 ملعبًا متطورًا في خمس مدن مضيفة: الرياض وجدة والخبر وأبها ونيوم. ثمانية من هذه الملاعب عبارة عن إنشاءات جديدة، بما في ذلك أماكن شهيرة مثل استاد الملك سلمان الدولي في الرياض، المقرر أن يستضيف المباراة الافتتاحية والنهائية، واستاد نيوم، المدمج في مشروع THE LINE المستقبلي.
وتؤكد ثلاثة ملاعب قيد الإنشاء حاليًا، ومن المقرر أن تستضيف بطولة كأس آسيا 2027، استعداد المملكة للوفاء بوعودها. وقد تم تصميم كل ملعب مع أخذ التراث في الاعتبار، مما يضمن أنه سيكون بمثابة مراكز مجتمعية ومرافق رياضية لفترة طويلة بعد انتهاء البطولة.
التوقعات التجارية تتجاوز التوقعات
من المتوقع أن يحقق ملف المملكة العربية السعودية نتائج تجارية استثنائية، مما يعزز مكانتها كمنافس قوي لكأس العالم لكرة القدم 2034. ووفقاً لتحليل FIFA، من المتوقع أن تتجاوز إيرادات التذاكر والضيافة وحدها التوقعات الأساسية بنسبة 32%، مما يساهم بأكثر من 240 مليون دولار من الدخل الإضافي. ويعزى هذا الرقم المذهل إلى الخطط الإستراتيجية للمملكة لإنشاء بنية تحتية قوية للضيافة، تقدم مزيجًا من خيارات الدخول المتميزة والعامة.
ويتوقع العرض أيضًا زيادة بنسبة 10% في نسبة مشاهدة البث التلفزيوني المباشر عالميًا، مدفوعًا بالموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية وميزة المنطقة الزمنية (UTC+3)، والتي تضمن ساعات مشاهدة رئيسية للجماهير في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأفريقيا. ومن المتوقع أن ترتفع إيرادات حقوق الإعلام والتسويق بشكل كبير، مما يعزز الجاذبية العالمية للبطولة.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تظل التكاليف التنظيمية الإجمالية للفيفا أقل من خط الأساس بحوالي 450 مليون دولار، وهو دليل على كفاءة وتنافسية الإطار التشغيلي المقترح في المملكة العربية السعودية. تشمل المجالات الرئيسية لتوفير التكاليف الخدمات الفنية والسلامة والأمن والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.
الاستدامة هي جوهر العرض
إن التزام المملكة العربية السعودية بالاستدامة هو حجر الزاوية في مسعاها. ويضمن توافق المملكة مع المبادرة السعودية الخضراء أن تكون البطولة مسؤولة بيئيًا، مع الطاقة المتجددة، وممارسات البناء المستدامة، وشهادة ISO 20121 كجزء من الخطة. تعمل بصمة البطولة المدمجة على تقليل مسافات السفر للجماهير والفرق، مما يقلل من التأثير البيئي مع تعزيز التجربة الشاملة.
إرث تحويلي لكرة القدم والمجتمع
ويتكامل العرض بشكل عميق مع رؤية 2030، الإطار الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتشمل الخطط إنشاء 25 مركزًا تدريبيًا إقليميًا، ومعهدًا مخصصًا لأبحاث كرة القدم، وبرامج شعبية واسعة النطاق لتنمية اللعبة بين الشباب والنساء. ومن المتوقع أن توفر البطولة 1.6 مليون فرصة عمل في قطاعي الرياضة والسياحة بحلول عام 2030، مما يُظهر تأثيرها البعيد المدى خارج نطاق كرة القدم.
ويؤكد تقرير تقييم عرض الفيفا أيضًا على التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز الروابط العالمية من خلال كرة القدم. ويعكس شعار العرض “ننمو معًا” رؤية المملكة المتمثلة في استخدام كأس العالم لكرة القدم 2034 كمنصة لتوحيد الثقافات وإلهام الأجيال القادمة.
بينما يستعد FIFA لاتخاذ قراره النهائي في المؤتمر الاستثنائي في 11 ديسمبر 2024، يبرز عرض المملكة العربية السعودية باعتباره اقتراحًا تحويليًا لبطولة كرة القدم الأكثر شهرة في العالم. من خلال الجمع بين البنية التحتية المتطورة، والإطار التجاري القوي، والالتزام العميق بالاستدامة والإرث، تضع نتيجة التقييم القياسية التي حققتها المملكة معيارًا جديدًا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم.