13/2/2025–|آخر تحديث: 13/2/202509:20 م (توقيت مكة)
توالت المواقف المتباينة غداة حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن احتمالات جيدة لإنهاء الحرب بأوكرانيا، فقد أكدت واشنطن أن أيا من الطرفين لن يحصل ما يريده بالكامل، في حين شدد كل من حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا على مشاركتهم لضمان “عدم خسارة الغرب” في المفاوضات.
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن واشنطن تسعى لنهاية دبلوماسية وسلمية للحرب في أوكرانيا بطريقة توجد السلام الدائم، مشددا على أن أيا من الطرفين لن يحصل في مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا على ما يريده بالكامل.
ووصف هيغسيث الرئيس الأميركي بأنه “أفضل صانع للصفقات ويعرف كيف يتوصل إلى حلول طالما اعتبرها البعض مستحيلة”.
وأكد هيغسيث على أنه لا تمكن العودة إلى حدود أوكرانيا ما قبل عام 2014، معتبرا أن ذلك “ليس تنازلا لبوتين”. وأوضح أن التعليقات بشأن حدود أوكرانيا لا ترقى لتنازلات لروسيا، بل هي “اعتراف بالحقائق على الأرض”.
وأضاف وزير الدفاع الأميركي أنه “سيكون من العدل القول إن التمويل المستقبلي لأوكرانيا قد يكون على طاولة المفاوضات”.
تعليق الكرملين
من جانب آخر، أعلن الكرملين -اليوم الخميس- أن أوكرانيا ستشارك في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب “بطريقة أو بأخرى”، لكن سيكون هناك مسار أميركي روسي منفصل للمحادثات.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن التحضيرات لعقد اجتماع بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب ربما تستغرق عدة أشهر، لكن الجانبين اتفقا على أن العاصمة السعودية الرياض هي المكان المناسب للقاء.
وتحدث ترامب وبوتين لأكثر من ساعة أمس الأربعاء، وهو أول اتصال مباشر معروف بين رئيسين أميركي وروسي منذ أن أجرى بوتين مكالمة مع جو بايدن قبل وقت قصير من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022.
وقال الكرملين إنه معجب بموقف ترامب بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذكر أن الاستعدادات جارية لعقد اجتماع بين الزعيمين.
مخاوف أوكرانية
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “لن نقبل أي مفاوضات بشأن أوكرانيا دون حضورنا”.
وعن محادثته الهاتفية مع الرئيس الأميركي، قال زيلينسكي: “قلت للرئيس ترامب إنه من المستحيل الوصول إلى تسوية من دون ضمانات أمنية.. وإنني لا أثق في بوتين، وإذا كنت قادرا على إجباره على إنهاء الحرب، فسنرحب بذلك”.
وأوضح “يجب أن نتفق على الضمانات الأمنية التي نحتاجها، ونريد أن نرى الناتو بكييف مع أسلحة وجنود أميركيين وأوروبيين”.
وفي حين قال زيلينسكي إن الأميركيين لا يريدون أن نصبح عضوا في الناتو، لفت إلى أن الولايات المتحدة تقدم 20% من تكلفة الحرب، وهي أحد أهم الممولين لكييف.
وتحدث عن حاجة أوكرانيا لمضاعفة عدد قواتها في ظل نقص في تمويل ذلك يتراوح بين 15 و40 مليار دولار.
وأعلنت أوكرانيا الخميس أنها تسيطر على 500 كلم مربع من منطقة كورسك الروسية، تعتزم استخدامها في عملية تبادل مع موسكو، أي أقل بـ200 كلم مربع مما كانت تسيطر عليه في نوفمبر/تشرين الثاني.
من جهته، أعلن رئيس أركان القوات الأوكرانية أولكسندر سيرسكي أن كييف تسيطر على 500 كيلومتر من منطقة كورسك الروسية، وتعتزم استخدامها في عملية تبادل مع موسكو.
وهذه المساحة أقل بـ200 كيلومتر مما كانت تسيطر عليه كييف في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
تحذير أوروبي
وعلى صعيد متصل، شدد الأمين العام لحلف الناتو مارك روته على ضرورة مشاركة أوكرانيا في أي محادثات لتحقيق السلام، مشيرا إلى اتفاقه مع وزير الدفاع الأميركي -خلال لقائهما- “على وضعها في أفضل موقف”.
كذلك أكد روته ضرورة الحرص على “نتيجة لا تعتبر خسارة للغرب”، لافتا إلى أن “بوتين مفاوض قوي ولا يمكن التنبؤ به”.
وعن عضوية أوكرانيا، قال الأمين العام إن الحلف أعلن سابقا التزامه بعضوية أوكرانيا، “لكننا لم نعدها بالعضوية ضمن اتفاق سلام”.
وفي السياق، حذر الأوروبيون -الخميس- من أن أي اتفاق سلام يتم التفاوض عليه من دون مشاركة بروكسل وكييف سيبوء بالفشل.
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إن “أي اتفاق يتم خلف ظهورنا لن ينجح. سيحتاج أي اتفاق إلى أن تكون أوكرانيا وأوروبا طرفا فيه، والواضح هو أن محاولات الاسترضاء هذه دائما تفشل”.
كما نبّه رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إلى أن السلام في أوكرانيا ليس “مجرد وقف لإطلاق النار”.
وكتب كوستا على منصة إكس: “ينبغي لروسيا ألا تشكل بعد اليوم تهديدا لأوكرانيا وأوروبا والأمن الدولي”.
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه يجب التأكد من أن أوكرانيا في قلب أي مفاوضات لإنهاء الحرب.
بدوره، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه يرفض “سلاما مفروضا” على أوكرانيا، كما أعرب وزير دفاع ألمانيا عن أسفه على ما وصفها “التنازلات” التي قدمتها واشنطن لموسكو حتى قبل بدء المفاوضات.
أما وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، فقال إنه يجب أن يكون أي حل للحرب في أوكرانيا عادلا ودائما، ويضمن حريتها في اختيار مسارها.