|

أعلنت روسيا سقوط عدد من القتلى والجرحى جراء قصف استهدف أمس الجمعة منطقة بيلغورود الروسية و4 مقاطعات أخرى متاخمة لأوكرانيا التي تعرضت عاصمتها كييف لموجة جديدة من الضربات الصاروخية، في وقت اشتكى فيه الرئيس الأوكراني من مشكل “عويص” يواجه سكان العاصمة.

وقال حاكم منطقة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا فياتشيسلاف غلادكوف الجمعة إن قذائف أطلقتها القوات الأوكرانية سقطت على طريق قرب بلدة شيبيكينو التي تبعد حوالي عشرة كيلومترات عن الحدود مع أوكرانيا وتتعرض للقصف بشكل متكرر.

وأوضح غلادكوف في رسالة على تلغرام أن “شظايا قذيفة أصابت سيارات عابرة، وإحداها قتلت امرأتان على الفور”.

ونشر موقع “زفيزدا” التابع لوزارة الدفاع الروسية صورا تظهر تصاعد أعمدة الدخان من مبان سكنية في مدينة شيبيكينو بمقاطعة بيلغورود. وأعلن حاكم المقاطعة عن انقطاع التيار الكهربائي والمياه بشكل كامل عن المدينة.

ومساء أمس الجمعة أيضا، قتل مدنيان آخران في بلدة سوبوليفكا في قصف براجمات غراد الصاروخية أوقع أيضا ستة جرحى، بينهم طفلان، وفق غلادكوف.

وتحدّث المسؤول الروسي أيضا عن إصابة 21 شخصا في أربع مناطق بينها العاصمة الإقليمية بيلغورود. كما تحدّث عن تعرّض مدن وقرى عدة للقصف.

ومنذ الليلة الماضية، أعلنت السلطات المحلية في مقاطعات بريانسك وكالوغا وكورسك وسمولينسك -أغلبها محاذية لحدود أوكرانيا- تعرضها لقصف أوكراني أو هجمات بطائرات مسيرة.

وتزايدت وتيرة الهجمات على الأراضي الروسية، وبلغت ذروتها بهجوم غير مسبوق على موسكو بالطائرات المسيّرة الثلاثاء الماضي، إضافة إلى توغل مسلح كبير يوم 22 مايو/أيار الماضي في مقاطعة بيلغورود المتاخمة لمقاطعة خاركيف الأوكرانية.

كييف.. موجة جديدة من القصف

وفي أوكرانيا، استُهدفت العاصمة كييف لليوم السادس بموجة جديدة من الطائرات المسيرة المتفجرة والصواريخ فجر الجمعة، حسبما أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، مؤكدا أنه لم يتم الإبلاغ عن إصابات.

وقال الجيش الأوكراني على فيسبوك إن “العدو استخدم هذه الليلة 15 صاروخ كروز و18 طائرة مسيرة هجومية إيرانية لشن ضربات”، مؤكدا أن “كل هذه الأهداف الجوية دمرها المدافعون عنا”.

وبعدها بساعات أكد الجيش الروسي أنه قصف وأصاب ليلا أنظمة للدفاع الجوي الأوكراني تغطي بنى تحتية عسكرية أساسية.

وفي تطور ميداني آخر في الجنوب الأوكراني، قال إيفان فيدوروف عمدة مدينة ميليتوبيل الأوكراني في مقاطعة زاباروجيا إن القوات الروسية بدأت بمغادرة ميناء مدينة بيرديانسك التي تسيطر عليها في المقاطعة الجنوبية بعد وقوع انفجار ضخم.

وأضاف أن مغادرة الميناء تتم بشكل عاجل، حيث تعمل القوات على إزالة المعدات وتحويل مسار السفن التي كانت تستخدمها في تصدير الحبوب الأوكرانية المسروقة، وفق تعبيره.

زيلينسكي.. مشكل عويص في كييف

وفي المعسكر المقابل، اشتكى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مجددا من مشاكل في الملاجئ المخصصة ضد الغارات الجوية في كييف في أعقاب هجمات صاروخية المكثفة على العاصمة تواصلت لليوم السادس على التوالي.

وقال زيلينسكي في رسالته عبر الفيديو مساء الجمعة إن سكان كييف اشتكوا من نقص في الملاجئ المحصنة وإغلاق بعضها وصعوبة الوصول إليها. وأضاف أنه في بعض المناطق، لم تكن هناك ملاجئ على الإطلاق.

وقال زيلينسكي “لا يمكن تبرير هذا المستوى من الإهمال في المدينة”، وأصدر أوامره للحكومة بالتعامل مع هذه المسألة.

امرأة أوكرانية بأحد الملاجىء شرق البلاد (رويترز)

وقال الرئيس إنه “بعد كل ما تحملته كييف يوم الخميس، هذا ببساطة غير مقبول”، مشيرا إلى أشخاص يقفون أمام ملاجئ مغلقة مخصصة للوقاية من الغارات الجوية في ليلة من الهجمات الصاروخية المكثفة التي خلفت ثلاثة قتلى، بينهم طفل يبلغ من العمر تسع سنوات.

وكان زيلينسكي وعمدة كييف فيتالي كليتشكو قد طالبا بالفعل بحل مشكلة الملاجئ الواقية من الغارات الجوية. ولكن الرئيس أبلغ عن مشاكل جديدة.

تقرير استخباراتي شامل

وفي اجتماع مع هيئة القيادة العامة الأوكرانية، قال زيلينسكي أيضا إن هيئة القيادة العليا ناقشت جميع التفاصيل المتعلقة بنظام الدفاع الجوي لبلاده.

كما أمر بإجراء تقرير استخباراتي شامل عن الدول التي تساعد روسيا في زيادة إنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة.

ودعا الرئيس الأوكراني إلى ضرورة الانتباه جيدا في الخطوط الأمامية على كافة الجبهات النشطة بأوكرانيا.

وأشار إلى أنه لن يتحدث عن مزيد من التفاصيل في الوقت الرهن، مؤكدا أن ما وصفها بالأفعال النشطة لجنوده ستتحدث عن المطلوب.

في المقابل، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال ترؤسه اجتماعا دوريا لمجلس الأمن الروسي، مَن سماهم “الأعداء” بأنهم يحاولون زعزعة الوضع داخل روسيا، وقال إن موسكو لن تسمح لهم بذلك.

بلينكن.. موسكو ستعاني لسنوات

في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الزمن أثبت أن ما وصفه بعدوان روسيا على أوكرانيا فشل بشكل إستراتيجي، وإن موسكو ستعاني من تداعياته لسنوات.

وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة الفنلندية هلسنكي، أضاف بلينكن أن بوتين حاول منذ سنوات التفريق بين الدول الغربية، وأن أهدافه أصبحت واضحة بعد شنه الحرب على أوكرانيا.

وأدى بلينكن أمس الجمعة زيارة إلى فنلندا الواقعة على الحدود مع روسيا والتي انضمت مؤخرًا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ورفض بلينكن أي وقف لإطلاق النار غير مناسب لكييف مشددًا على أن الاستمرار في تسليح أوكرانيا وتعزيز قوتها هو السبيل الوحيد لتحقيق “سلام حقيقي”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version