تقرير الجريدة السعودية

الرياض – بينما يراقب العالم، تشهد المملكة العربية السعودية تحولاً ملحوظاً يمهد الطريق لتحول كبير في السنوات المقبلة.

ومن الخطط الطموحة لاستضافة معرض إكسبو 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034، إلى معالجة تغير المناخ، تضع المملكة نفسها بثبات كدولة رائدة في الرخاء الاقتصادي والاجتماعي.

ثورة رقمية تقودها الحكومة

وفي خضم هذه التغيرات الكاسحة، يبرز الاقتصاد الرقمي كركيزة أساسية. شرعت الحكومة السعودية في فورة استثمارية ضخمة في التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والأمن السيبراني، وتحليلات البيانات الضخمة.

ولا تقتصر هذه الدفعة الاستراتيجية على التقدم التكنولوجي فحسب، بل تتعلق برؤية واضحة لاقتصاد يحتضن الخبرة والابتكار.

بهدف تعزيز مساهمة الاقتصاد الرقمي بما يقرب من خمس الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025، تفتح المملكة العربية السعودية الأبواب أمام مجموعة كبيرة من الفرص لعمالقة التكنولوجيا والشركات الناشئة على حد سواء.

2024: عام المعالم الرقمية

من المقرر أن يكون عام 2024 عامًا تاريخيًا في هذه الملحمة الرقمية، حيث من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 34.5 مليار دولار.

ويرمز مؤتمر “LEAP” التقني، المقرر عقده في عام 2024، إلى التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز الابتكار والإبداع في قطاع التكنولوجيا، ودعوة شركات التكنولوجيا العالمية للمساهمة بأفكارها ومشاريعها.

تحويل القطاعات التقليدية من خلال الابتكار الرقمي

وفي خطوة هامة، قامت أكثر من نصف المؤسسات السعودية بتعديل نماذج أعمالها التقليدية لتتماشى مع الممارسات الرقمية. ويتجلى هذا التحول بشكل خاص في قطاعات مثل الرعاية الصحية والخدمات المالية وتجارة التجزئة والتعليم.

وتتبنى هذه الصناعات بسرعة تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، بهدف مواكبة المشهد الرقمي المتطور.

تعزيز المواهب وتنمية المهارات

ويشكل شباب المملكة الذين يتمتعون بالذكاء التكنولوجي رصيدا حاسما في هذا التحول.

وإدراكًا لذلك، تركز الحكومة السعودية على تزويد الشباب السعودي بالمهارات والفرص اللازمة للنجاح في الاقتصاد الرقمي. وتعتبر مبادرات مثل التعاون بين Apple وأكاديمية طويق وExtreme Networks لإطلاق أول أكاديمية Apple للمطورين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا محورية في هذا الصدد.

ريادة الأعمال: الحدود الجديدة

يعد النظام البيئي المزدهر للشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية، والذي يحتل المرتبة الرابعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمثابة شهادة على الجهود المتضافرة في التعليم وتنمية المهارات من قبل القطاعين العام والخاص.

يعد العام المقبل بطفرة في المشاريع الريادية القائمة على التكنولوجيا، مما يعزز الاقتصاد الرقمي في المملكة.

التطلع إلى المستقبل: الفرص والتعاون

مع دخول المملكة العربية السعودية عام 2024، فإن المشهد مليء بفرص لا حصر لها. ولن يتم تشكيل التحول من خلال التقنيات الجديدة فحسب، بل من خلال الأشخاص والشركات وأصحاب المصلحة الرئيسيين الذين يقودون التغيير.

ومع وجود منظمات مثل Extreme Networks في المقدمة، ينصب التركيز على تعزيز التعاون الذي يتماشى مع رؤية 2030، والاستعانة بالخبرات العالمية لتعزيز النمو الرقمي والاقتصادي في المملكة.

إن رحلة الاقتصاد الرقمي في المملكة العربية السعودية في عام 2024 هي أكثر من مجرد تطور؛ إنها ثورة استراتيجية تتماشى مع الرؤية الكبرى لمملكة مزدهرة ومتقدمة تكنولوجياً.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version