|

نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس الجمعة ما قال إنها اللحظات الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار بعد استشهاده إثر خوضه اشتباكات مع قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة أول أمس الأربعاء.

وظهر السنوار في المقطع وهو جالس على كرسي وملثم بالكوفية وقد أصيبت يده اليمنى ومع ذلك حمل عصا ورماها على طائرة الدرون الإسرائيلية التي أرسلت لتصويره.

هذا المشهد أصبح أيقونة بين رواد العالم الافتراضي حول العالم، وربطه مغردون بالمشهد الأخير من فيلم عمر المختار، وكيف تجلت عبقرية المخرج العالمي مصطفى العقاد، حينما أعُدم شيخ المجاهدين سقطت نظارته، ثم صعد طفل إلى منصة الإعدام والتقطها، وهنا كانت رسالة العقاد أن المقاومة فكرة لا تموت بموت قادتها وأن ثمة أجيال ستأتي لتحمل الراية.

ويرى المغردون أن المشهد الأخير بحياة الشهيد السنوار حمل نفس الرسالة والمعنى وهو أن المقاومة لا تنتهي وأنه ظل يقاوم حتى الرمق الأخير.

وأكد ناشطون أن يحيى السنوار لم يكن خائفا من الموت، بل كان يبحث عن الشهادة في غزة، فقد قاتل بشجاعة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في ساحة المعركة. وأن مصيره -الذي صوره المشهد الأخير بشكل جميل- لن يثني أحدا عن مواصلة المعركة، بل سيصبح مصدر إلهام لجميع المقاومين في المنطقة، فلسطينيين وغير فلسطينيين.

وقال أحد المغردين “لم أتوقف للحظة عن التفكير في مشهد الدرون. رجل يجلس وحيدا، جريحا، مستقبلا لحظاته الأخيرة، بعيدا عن كل العيون، وبدون أدنى سبب للاعتقاد بأن هناك من سيرى ما سيقوم به، يأبى ألا يكون المشهد الأخير سوى مشهد عصيان تام، مشهد عدم استسلام، وبصورة قد تُرى كمبالغة إن عُرضت في فيلم.

وأضاف الكاتب أن “اللحظات التي تسبق النهاية هي لحظات يتوقف فيها العقل عن العمل، وتستولي فيها الغريزة على الجوارح، إظهار الهلع والسعي لإيجاد مخرج هو ما ستمليه غريزة البشر عليهم في موقف كهذا.

ولكن السنوار لم ينصع لغريزته، وهذا الأمر مستحيل، إلا في حالة امتلاك قناعات تمتد جذورها لما هو أعمق من الغريزة ذاتها. قناعات بإمكانها كبح الغريزة ذاتها. مشهد النهاية الذي رأيناه مستحيل بدون إيمان مُطلق بما عاش من أجله، وإيمان مُطلق بما يعلم أنه في انتظاره.

وكتب أحد المدونين معلقا على المشهد الأخير لرئيس حركة حماس قائلا السنوار وهو يواجه التكنولوجيا “كواد كابتر” بخشبــة بعد أن قاد أكبر أعقد عملية في تاريخ المقاومة وحوله جيوش من المسلمين هو أمرٌ لا يستدعي الفخر بل الحزن على كمية الخذلان التي أحاطته.. كنا ننادي لسنوات أين صلاح الدين، وعندما جاء تركناه يموت وحيدا هو وشعبه.

ليرد أحد المغردين على هذا القول بأن المشهد يستدعي الفخر له هو وحده.. يستدعي الفخر لأهله وذريته.. يستدعي الفخر للرابضين والمرابطين معه.. يستدعي الفخر للصابرين من حوله.. فهو صاحبهم وهم أتباعه.

 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version