|

طهران- عقد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مؤتمره الصحفي الأول، اليوم الاثنين في العاصمة طهران، بعد فوزه بالانتخابات التي أُجريت في الخامس من يوليو/تموز الماضي، أي بعد 48 يوما من مراسم تحليف الرئيس، وهي تعتبر المدة الأطول زمنيا، مقارنة بمواعيد المؤتمرات المماثلة لسابقيه.

وردا على سؤال مراسل الجزيرة إن كانت إيران هي من منحت الصاروخ فرط صوتي لأنصار الله الحوثيين في اليمن أو منحتهم التقنية لصناعة الصاروخ؟ قال بزشكيان إن “الإنسان يحتاج إلى أسبوع للذهاب إلى اليمن بسبب التعقيدات، فكيف يمكن توصيل هذا الصاروخ إلى هناك؟”.

وأكد أن إيران لا تملك الصاروخ الذي أطلقه اليمنيون على إسرائيل كي تمنحهم إياه، وبعد أن رد مراسل الجزيرة بأن إيران تمتلك صاروخا فرط صوتي، رد بزشكيان “لدينا أسلحة فرط صوتية، لكن ليس لدينا النوع الذي أطلقه اليمنيون”، متابعا أن اليمنيين يمتلكون تكنولوجيا الصواريخ وينتجونها بأنفسهم.

بزشكيان اعتبر أن إيران ضبطت نفسها حتى الآن ولم تنجر لحرب إقليمية بسبب إسرائيل (رويترز)

الملفات الكبرى

صرح بزشكيان بأنه سيكتب رسالة إلى “مجمع تشخيص مصلحة النظام” في ما يتعلق بقضية رفع العقوبات، معتقدا بأنه سيتمكن من تحقيق أهداف رؤيته فقط من خلال حل قضية مجموعة العمل المالي (FATF)، وبتحقيق الاتفاق النووي وتحسين العلاقات مع العالم، مؤكدا أن حكومته ستعمل على تطوير الدبلوماسية الخارجية على أساس العزة والحكمة والمصلحة.

أما عن طبيعة التسلح الإيراني، فقال بزشكيان “لا نسعى إلى الأسلحة النووية، لكن أميركا وأوروبا تقومان بتهديدنا”، وأضاف “عندما يتم نزع سلاح العالم كله، حينها قولوا إن إيران ليس لديها الحق بامتلاك القوة الدفاعية”، معتبرا أن إيران لا تسعى لقتال أحد، “وإذا احترمت أميركا حقوقنا فلن يكون لدينا معها مشكل، نحن لن نسمح لأي دولة أن تهيننا”.

وفي كلام مباشر وجّهه للولايات المتحدة قال “نحن لا نتطلع إلى تصدير الثورة”، كما قال إن المفاوضات النووية تعتمد على ما إذا كان الطرف الآخر يريد السلام أم لا، “أما نحن فنريد حل مشكلتنا، ونلتزم بنفس الأطر التي يريدونها، لكنهم لا يلتزمون بنفس الأطر التي كتبوها بأنفسهم”.

وفي سياق الحديث عن التوتر مع الاحتلال الإسرائيلي، صرح الرئيس الإيراني أن إسرائيل أرادت باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية جر إيران إلى حرب إقليمية “لكننا ضبطنا أنفسنا حتى الآن” حسب وصفه، مؤكدا بأنهم محتفظون بالحق في الدفاع عن أنفسهم، ومضيفا “لو لم يكن عندنا صواريخ، لأسقطوا علينا القنابل وقتما يريدون، مثل ما يفعلون بغزة”.

العلاقة مع دول المنطقة

وفي إطار العلاقات الإقليمية، صرح بزشكيان أنه دعا -في اتصال هاتفي- ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة طهران، وأنه يحاول تعزيز العلاقات مع كل من السعودية ومصر والأردن، معلقا بالقول “أتمنى أن تكون لدينا علاقة مع مصر، وسنتحدث مع مسؤوليهم في أقرب وقت ممكن”.

كما أعلن أنه سيسافر إلى تركيا في المستقبل القريب، واصفا إياها بالدولة الصديقة، وقال “لقد رسموا خطا بيننا، وإلا لكان هذا الجانب والجانب الآخر من الحدود هو نفسه”.

وفي ما يتعلق بزيارته للعراق، فقد وصفها بقوله “لقد كنا قريبين جدا، وشعرنا أننا لا نختلف عن بعضنا البعض”، وأضاف “أنا والبارزاني وُلدنا في مدينة مهاباد الواقعة في كردستان إيران، وكلانا مسعود”.

وردا على سؤال صحفي صيني، قال بزشكيان إن الصين ستكون شريك إيران الإستراتيجي، وأنه يمكن تنفيذ اتفاقية لمدة 25 عاما بين البلدين، داعيا لبناء نفس الطرق السريعة التي كانت موجودة من قبل على طريق الحرير.

وحول التبادلات العسكرية والصاروخية مع روسيا، نفى الرئيس أن تكون إيران قد أعطت أي صواريخ لروسيا هذه الفترة، وقال “ربما حصلوا على شيء من قبل، لأنه لم يكن هناك أي حظر، لكن منذ مجيئنا لم نعطِ أي شيء لروسيا”.

وفيما يتعلق باللاجئين الأفغان، كشف أن بلاده عقدت 3 اجتماعات في مجلس الأمن الأعلى، وقال “نحن إخوة، لكن لا بد من مراعاة الأطر بين الحكومات”.

بزشكيان توعد برفع الحظر عن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والحد من عمل دوريات الإرشاد (رويترز)

السياسة الداخلية

أما على الصعيد الداخلي، فقد أعرب بزشكيان عن اعتقاده بأن “كل من يعيش في هذا البلد يجب أن يكون في مكانه الصحيح، بناء على قدرته، ولا ينبغي أن يكون العرق والقومية وأي شيء آخر عائقا أمام هذا الأمر”.

كما تناول طفرة الإنتاج، وتحرير وإنشاء منصة مناسبة للمستثمرين المحليين، والتعليم في المناطق المحرومة، والولوج للجامعات، واعدا بتوفير المدارس للجميع، وبرفع الحظر عن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

وحول أزمة صرف الرواتب، ذكر بزشكيان أن الحكومة صرفت ما مقداره 5 مليارات دولار لاستيراد البنزين، وأن ذلك هو السبب وراء عدم قدرتها على صرف رواتب المتقاعدين والمدرسين والممرضين.

وقال إن “مشروعي الكبير هو خلق الأمل وإعادة الناس إلى الساحة”، مضيفا أنه “علينا أن نخرج من الوضع الذي يعتقد فيه البعض أن البلاد ملكا لهم، وأن على البقية مغادرة البلاد إذا لم يعجبهم ذلك، فالوطن للجميع وليس لأقلية خاصة”.

وعن كرسي التفكير الحر الذي أوصى به المرشد، قال بزشكيان إنه “لا يعني إذا انتقدنا شخصا ما أننا سنطرده من وظيفته، وعلينا كمسلمين أن نستمع لكل كلمة ونتبع أحسنها، ولن يصلح البلد بالتجبر والترحيل”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version