تُولّد أوروبا 5 شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا من كل شركة ناشئة مدعومة من رأسمال المخاطر تتجاوز قيمتها مليار دولار أو أكثر، وفقاً لتقرير جديد صادر عن شركة رأس المال الاستثماري “Accel”.
فمن بين 353 شركة “يونيكورن” في المنطقة، ولّدت 221 منها شركة ناشئة جديدة واحدة على الأقل في مجال التكنولوجيا، حيث ترك الموظفون في هذه الشركات عملهم لبدء مشاريعهم الخاصة، حسب ما قالت “أكسل”، نقلاً عن بيانات “Dealroom”.
وأظهر تقرير مماثل من الشركة العام الماضي أنه من بين 344 شركة “يونيكورن” المدعومة من رأس المال الاستثماري، ولّدت 201 شركة منها 1018 شركة ناشئة جديدة.
أكبر الأمثلة على الشركات التي استغل موظفوها موهبتهم السابقة في تأسيس شركات جديدة تشمل Spotify، التي ولدت 32 شركة جديدة، وشركة Delivery Hero، التي أنتجت 32 شركة، وشركة Criteo، التي ولدت منها 31 شركة ناشئة جديدة.
يشار إلى أن هذه الشركات في عالم الشركات الناشئة معروفة باسم “المافيا” – ولا يعني هذا نفس مفهوم العصابات في الأفلام الإيطالية الأميركية. كانت مافيا الشركات الناشئة موجودة منذ عقود. وأدت هذه “المافيا”، وهي شركات بدأها موظفون في شركات تقنية أخرى، تاريخياً إلى إنشاء بعض أكبر شركات التكنولوجيا المعروفة اليوم.
فمن شركة “PayPal” الأميركية العملاقة للتكنولوجيا المالية، بدأ إيلون ماسك شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، وشركة استكشاف الفضاء SpaceX، على سبيل المثال، بينما شارك المستثمر “بيتر ثيل” في تأسيس شركة البيانات الضخمة “Palantir” وهو الآن مستثمر مشهور مع صندوق رأس المال المغامر “Valar Ventures and Founders Fund”، شركات رأس المال المغامر.
قال مستثمرو رأس المال الاستثماري إن رواد الأعمال هؤلاء جاؤوا من ثقافة المخاطرة في وادي السيليكون والتي لم تكن موجودة في أوروبا بنفس الطريقة لسنوات عديدة. ولكنها بدأت تتشكل مع ظهور منصات الإنترنت الناضجة مثل “سكايب”، والتي بدأ منها نيكلاس زينستروم صندوق رأس المال الاستثماري أتوميكو، وشارك تافيت هينريكوس في تأسيس شركة وايز العملاقة للتكنولوجيا المالية.
قال الشريك في “إكسل”، هاري نيليس، إن الثقافة الأوروبية المتأصلة حول عدم المغامرة، تخلق جيلاً يفضل العمل لدى شركات عملاقة مثل “شل” و”يونيليفر” على المغامرة بتأسيس شركة ناشئة خاصة، وأدى ذلك إلى إعاقة أوروبا للوراء لسنوات بالمقارنة بوادي السيليكون.
تأتي أكبر مجموعة من مافيا الشركات الناشئة حديثاً من التكنولوجيا المالية، مع ما يقرب من 20% من الشركات الناشئة الأوروبية التي انبثقت عن شركات “يونيكورن” عاملة في هذا القطاع.
تمكنت بالفعل أكثر من 59% من الشركات الناشئة التي أتت من ما يسمى بالمافيا الناشئة من جمع تمويل رأس المال الاستثماري، حيث اجتذبت 45% منها استثمارات من مليون دولار إلى 10 ملايين دولار، وحصلت 30% على أكثر من 10 ملايين دولار.
توفر البيانات أيضاً نظرة ثاقبة للرحلة التي يقوم بها الأشخاص ليصبحوا مؤسسين.
يستغرق مؤسسو الجيل الثاني ما معدله 28 شهراً قبل تأسيس شركاتهم الناشئة، وفقاً لـ Accel، ومتوسط عمر رواد الأعمال هؤلاء هو 33.
ثلاثة أرباع مؤسسي الجيل الثاني تلقوا تعليماً عالياً، وحصل 60% منهم على درجة الماجستير.
قال Accel إن متوسط الوقت الذي تستغرقه شركة ناشئة لتصل إلى مكانة يونيكورن في أوروبا هو الآن سبع سنوات فقط.
النظرة القاتمة
ومع ذلك، فإن آفاق الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا أصبحت أكثر قتامة مع ارتفاع أسعار الفائدة، مما فرض ضغوطاً على تقييمات الشركات في المرحلة المتأخرة على وجه الخصوص. تم تخفيض القيمة السوقية لشركات مثل Klarna مع إعادة تقييم المستثمرين لقطاع التكنولوجيا.
في العام الماضي، تم محو أكثر من 400 مليار دولار من قيمة صناعة التكنولوجيا في أوروبا، وفقاً لبيانات من شركة رأس المال الاستثماري أتوميكو.
كما ابتليت هذه الصناعة بتسريح العمال. قامت منصة بث الموسيقى Spotify بتسريح 6% من عدد موظفيها، أعلنت شركة Klarna “اشترِ الآن وادفع لاحقاً” عن تخفيضات بنسبة 10%، في حين أن شركة “Zepz” لتحويل الأموال قد تركت 26% من الموظفين مؤخراً.
ولكن على الرغم من النظرة القاتمة للتكنولوجيا، قال نيليس إنه متفائل بالمستقبل.
وقال إن الأرقام تظهر أن صناعة التكنولوجيا في أوروبا قد نضجت إلى مستوى يستطيع فيه الموظفون استجماع الشجاعة للارتقاء والمغادرة لبدء شركات جديدة خاصة بهم.
وظهرت الآن مجموعة كبيرة من المواهب، حيث يشعر الموظفون أن لديهم المهارات والخبرة لتحويل أفكارهم الخاصة إلى أعمال كاملة.