تقرير الجريدة السعودية
الرياض – أصبحت الرؤية التي تم تصورها منذ أكثر من عقد من الزمن حقيقة واقعة اليوم حيث تحتفل المملكة العربية السعودية بافتتاح مترو الرياض، أحد أكبر مشاريع النقل العام في العالم. يعود هذا الإنجاز إلى عام 2009، عندما قدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، أمير الرياض آنذاك، أول مقترح رسمي للمشروع.
ومع بدء تشغيل المترو، فإنه لا يقف كرمز للتقدم فحسب، بل أيضًا كإرث دائم لقيادة الملك سلمان ورؤيته لمستقبل الرياض. ينبع مشروع مترو الرياض من بعد نظر الملك سلمان والتزامه الثابت بتنمية المدينة. خلال فترة توليه منصب أمير الرياض، ترأس الهيئة العليا لتطوير الرياض، ودعم المبادرات الإستراتيجية التي تناولت التوسع الحضري وتحديات النمو السكاني. لقد أرست رؤيته للرياض الحديثة والمترابطة الأساس لهذا المشروع الضخم.
وقد حدث معلم رئيسي في 20 أكتوبر 2009 (1430/11/1هـ)، وهو ما يمثل البداية الرسمية لمرحلة التخطيط للمشروع. وشدد الملك سلمان على أهمية الإعداد الدقيق، بما في ذلك التصاميم الهندسية والمواصفات الفنية ووثائق المناقصة، قبل تقديم المقترح. يعكس هذا العمل الأساسي الشامل تفانيه في إيجاد حلول مستدامة لمستقبل الرياض.
كان الملك سلمان، الذي يطلق عليه “العمود الفقري” للمدينة، أول من استخدم هذا المصطلح لوصف نظام النقل العام، وتسليط الضوء على أهميته في تطوير البنية التحتية في الرياض.
تم تصور المشروع، الذي يشمل خطوط المترو والحافلات، كمبادرة تحويلية لتعزيز التنقل وتقليل الازدحام المروري وتحسين نوعية الحياة للسكان.
وعلى الرغم من التغييرات في الأدوار القيادية، ظلت رؤية الملك سلمان ثابتة. وباعتباره وليًا للعهد ثم خادمًا للحرمين الشريفين، واصل إعطاء الأولوية للمشروع، مظهرًا الاتساق والقوة المؤسسية للقيادة السعودية.
يمثل مترو الرياض أكثر من مجرد نظام نقل؛ إنها شهادة على قدرة المملكة العربية السعودية على تنفيذ مشاريع واسعة النطاق بالتخطيط والتنسيق الاستراتيجي. وقد أدى المواءمة المبكرة مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك وزارة المالية ووزارة النقل وأمانة الرياض، إلى ضمان الانتقال السلس من الفكرة إلى التنفيذ.
يعد هذا المعلم بمثابة نموذج للتنمية الحضرية الحكيمة. يوضح مشروع مترو الرياض كيف يمكن للتخطيط الاستراتيجي والمرونة التغلب على التحديات لتحقيق فوائد ملموسة لملايين السكان. كما يؤكد من جديد التزام الدولة بالأهداف التنموية طويلة المدى التي تتماشى مع رؤية السعودية 2030، وتعزيز الاستدامة وتحسين مستويات المعيشة في المناطق الحضرية.
إن وجود وثيقة الاقتراح الأصلية يسلط الضوء على قيمة الاستبصار في التنمية الوطنية