يرى محللون سياسيون أن مسارين متصارعين يتسابقان الآن على مستوى قطاع غزة، الأول مسار المفاوضات الذي تتمسك به المقاومة الفلسطينية في غزة، ومسار تصعيدي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي انقلب على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

وواصل الجيش الإسرائيلي قصف المناطق السكنية بالطائرات والمدفعية بالتوازي مع توغل قواته في بعض المحاور وسط وجنوبي وشمالي القطاع الفلسطيني. ومن جهتها، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أنها قصفت عسقلان عصر اليوم برشقة صاروخية ردا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين.

وحسب الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحيلة، فإن نتنياهو هو الذي انقلب على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، فهو من رفض الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق ولم يلتزم بالبروتوكول الإنساني ومنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة منذ الأول من مارس/آذار الجاري، واستأنف الحرب على قطاع غزة، وقال إنه يريد التفاوض تحت النار والضغط.

وفي المقابل، فإن حركة حماس لاتزال تصر على التمسك بالاتفاق وتناقش الأفكار السياسية المطروحة ومنها مقترحات المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، بهدف تجسير الخلافات والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.

وكانت حماس نفت ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية بشأن قطع الاتصالات أو وقف المحادثات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى، وقالت إنها لا تزال في قلب المفاوضات وتتابع بكل مسؤولية وجدية مع الوسطاء.

وحمّل الحيلة -في حديثه لبرنامج “مسار الأحداث”- الإدارة الأميركية باعتبارها وسيطا في المفاوضات بين حماس والاحتلال، المسؤولية المباشرة عن التصعيد الجاري في قطاع غزة، مشيرا إلى أنها قد انتقلت من فكرة الوساطة إلى فكرة الطرف، وتساءل: لماذا لم تلزم الإدارة الأميركية نتنياهو بما تم الاتفاق والتوقيع عليه؟

وأشار إلى أن “الإدارة الأميركية ترتكب مغالطة، وكما نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يجر إدارة الرئيس السابق جو بايدن إلى أتون المشكلة في قطاع غزة، يبدو أن الرئيس الحالي دونالد ترامب يسير على نفس الخُطا”.

وأضاف الحيلة أن نتنياهو استطاع أن يقنع إدارة ترامب بأن المقاربة العسكرية يمكن أن تقضي على المقاومة وتهجّر الفلسطينيين، وهو هدف لايزال يتحدث عنه الاحتلال الإسرائيلي، حيث صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قبل يومين بأن “على الفلسطينيين أن يسلموا الأسرى ويخرجوا من قطاع غزة مهجرين”.

الإدارة الأميركية تتماهى

 

وقال إن الإدارة الأميركية بدأت تتماهى مع هذا الهدف وتعطي الاحتلال الإسرائيلي الغطاء السياسي والعسكري، ورأى الحيلة أنه من الجنون استخدام ذات الأدوات والمنهجية وأن تكون هناك نتائج مختلفة عمّا جرى طوال 15 شهرا من الحرب الإسرائيلية على غزة.

كما أشار إلى أن الصراعات الداخلية في إسرائيل ستؤثر على أهداف نتنياهو، لكن الفلسطينيين لا يعولون على هذا الأمر، بل يعولون على نقاط قوتهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

ويؤيد الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين ما ذهب إليه الحيلة من أن نتنياهو هو المسؤول عن عرقلة اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، حيث قام بافتعال أزمات من أجل الانقضاض على هذا الاتفاق، وهو ما يقر به بعض الإسرائيليين بوضوح.

وعلى صعيد الموقف الأميركي، لم يتوقف تيم كونستنتاين، نائب رئيس تحرير “واشنطن تايمز” خلال مداخلته في برنامج “مسار الأحداث” عن القول إن حماس هي المسؤولة عن عرقلة اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، زاعما أنها لم تقدم تنازلات وتصر على البقاء في السلطة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version