عاد مراسل الجزيرة الزميل مؤمن الشرافي، اليوم الاثنين، إلى شمال قطاع غزة مشيا على الأقدام عبر شارع الرشيد مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الشارع الساحلي ومحور نتساريم الذي يفصل شمالي القطاع عن وسطه وجنوبه.

وكان الشرافي، الذي كان يغطي مجريات الحرب الإسرائيلية في جنوبي القطاع، قد فقد في ديسمبر/كانون الأول 2023 والديه وعددا من أشقائه والعديد من أفراد عائلته إثر قصف إسرائيلي استهدف المنزل الذي كانوا يمكثون فيه بمخيم جباليا شمالي القطاع.

ووفق مراسل الجزيرة هشام زقوت، كان الشرافي من أوائل الفلسطينيين الذين غادروا إلى شمال غزة، من أجل إخراج جثامين عائلته التي لا تزال تحت الأنقاض.

ويُمني الشرافي النفس بالعثور على آليات ثقيلة للبحث تحت ركام المنزل المدمر من أجل استخراج جثتي والده ووالدته وبقية أفراد العائلة.

وبدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين صباح اليوم الاثنين بالعودة إلى شمال غزة، وذلك بعد حرب الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الغزيين على مدار أكثر من 15 شهرا.

وفي 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، استشهد والدا الشرافي وعدد من أشقائه وأطفالهم بقصف إسرائيلي لمخيم جباليا، وقال الشرافي وقتها إن الاحتلال ألقى برميلا متفجرا على المنزل الذي نزحت إليه عائلته، مما أدى لتدميره هو والمنازل المجاورة واستشهاد جميع سكانها.

ولفت مراسل الجزيرة آنذاك إلى أن الانفجار خلّف حفرة عميقة وأن أشلاء الشهداء تطايرت في الهواء، مشيرا إلى أن والدته أرسلت إليه رسالة صوتية قبل أيام من استشهادها تعبر له فيها عن شوقها إليه وأملها في لقائه بعد الحرب.

وكشف الشرافي عن أن طواقم الدفاع المدني لم تتمكن من انتشال أي من جثامين عائلته سوى طفلة قذفتها شدة القصف إلى مكان آخر حيث قطعت أشلاء.

وشدد -والدموع تغالبه- على أن أكثر ما يؤلمه هو أنه لم يستطع حتى رؤية والديه بعد استشهادهما، وأن يطبع قبلة الوداع على جبينهما، أو يدفنهما لأنهما دفنا تحت الركام.

وانسحب جيش الاحتلال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع فصائل المقاومة الفلسطينية من محور نتساريم، والذي أنشأه مع بدء عمليته العسكرية البرية الواسعة في قطاع غزة يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويوم 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة الدوحة والقاهرة وواشنطن.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version