قالت مصادر غربية وإقليمية إن إيران تتوسط في محادثات سرية جارية بين روسيا وجماعة الحوثيين في اليمن لنقل صواريخ مضادة للسفن إلى الحوثيين، وهو تطور يسلط الضوء على العلاقات المتنامية بين طهران وموسكو.
وقالت 7 مصادر إن روسيا لم تقرر بعد نقل صواريخ ياخونت، المعروفة أيضا باسم “بي 800 أونيكس”، والتي قال خبراء إنها ستسمح للحوثيين بضرب السفن التجارية في البحر الأحمر بدقة أكبر، وزيادة التهديد للسفن الحربية الأميركية والأوروبية التي توفر الحماية لحركة الملاحة.
وفي يوليو/تموز، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن روسيا تدرس إرسال الصواريخ، لكن لم تتحدث التقارير الصحفية عن الوساطة الإيرانية من قبل.
وقال مسؤولان إقليميان مطلعان على المحادثات إن الحوثيين والروس التقوا في طهران مرتين على الأقل هذا العام وإن المحادثات جارية لتوفير عشرات من الصواريخ التي يقارب مداها 300 كيلومتر، ويتوقع عقد اجتماعات أخرى في طهران في الأسابيع المقبلة.
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة ولا وزارة الدفاع الروسية على طلبات التعليق.
وقال المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام لرويترز “لا علم لدينا بما ذكرتم”.
توطيد العلاقات العسكرية
وسبق أن زودت روسيا حزب الله اللبناني بصواريخ ياخونت.
ويعدّ صاروخ ياخونت أحد أكثر الصواريخ المضادة للسفن تقدما في العالم، وهو مصمم للتحليق فوق سطح البحر لتجنب اكتشافه، وتصل سرعته إلى مثلي سرعة الصوت وذلك يجعل اعتراضه صعبا.
وتعمل روسيا وإيران على توطيد العلاقات العسكرية في خضم الحرب الروسية في أوكرانيا، وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر إن طهران نقلت صواريخ باليستية إلى موسكو لاستخدامها ضد أوكرانيا.
وقالت 3 مصادر إن أحد الدوافع التي تدعو موسكو إلى تسليح الحوثيين هو احتمال أن تقرر الدول الغربية السماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب أهداف في العمق الروسي.
تهديد الأمن الإقليمي
بدوره، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية إن أي جهود لتعزيز قدرات الحوثيين من شأنها أن تقوّض المصلحة الدولية المشتركة في حرية الملاحة العالمية والاستقرار في البحر الأحمر والشرق الأوسط.
وحذر مسؤول أميركي كبير من تداعيات وخيمة إذا تم نقل هذه الأسلحة.
وقال فابيان هينز خبير الصواريخ الباليستية في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إن نقل روسيا صواريخ ياخونت إلى الحوثيين من شأنه “تغيير قواعد اللعبة” للأمن الإقليمي. وأضاف أن قدرة “بي 800” أكثر بكثير من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن وصواريخ كروز التي يستخدمها الحوثيون حتى الآن.
وتشن جماعة الحوثي هجمات عديدة بطائرات مسيرة وصواريخ على السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني وذلك دعما لقطاع غزة.
وتسببت هذه الهجمات في غرق سفينتين على الأقل والاستيلاء على ثالثة، مما عطل التجارة البحرية العالمية من خلال إجبار شركات الشحن على تحويل مسار السفن، ورفع ذلك تكاليف التأمين على السفن التي تبحر في البحر الأحمر.