اعتبر الكاتب والمحامي الإسرائيلي أساف ميدني أنه يجب أن يكون لدى إسرائيل خطة لليوم التالي وليس الاكتفاء فقط بتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل كذلك ديمومة التطبيع المحتمل في الشرق الأوسط.

وأضاف الخبير في إدارة الحكم والقانون العام في مقال له في صحيفة معاريف الإسرائيلية أن عملية حماس كانت بمثابة فشل استخباري واضح لإسرائيل على المستوى السياسي والعسكري، مشيرا إلى أن “التوجه لدى إسرائيل الآن هو تغيير المعادلة، فلا هجمات أخرى من تنظيم حماس، بل إسقاطه، لكن ذلك لا يعني احتلال غزة”.

وتساءل الكاتب عما إذا كان المجتمع الإسرائيلي يملك -بعد كل هذا- نفساً طويلاً وجرأة لدفع الأثمان المترتبة على ذلك، لأن العديد من العوامل تجبر إسرائيل على التصرف بحذر إذ إنها مطالبة بدراسة إمكانية نشوب حريق متعدد الجبهات، والبحث عن آلاف العناصر من حماس في الأنفاق وداخل المباني مع المدنيين، وإخلاء شمال غزة من المدنيين قبل الدخول البري، وتحديد مواقع الرهائن وإطلاق سراحهم، والحفاظ على رأي عالمي إيجابي.

وأوضح الكاتب أن ثمن إسقاط حماس قد يكون خسائر في الأرواح، وأزمة اقتصادية، وضربة للمناعة الوطنية، ولذلك، فإن الأمر حسب رأيه يتطلب من إسرائيل التوجه نحو مسار سياسي لا يقل عن التطبيع المحتمل مع دول الشرق الأوسط ليصمد فترة، لأن الحرب ستنتهي بمسار سياسي، لكن السؤال هو عن ماهية هذا المسار.

ورأى الكاتب أن “الولايات المتحدة تنتظر وتأمل في تحقيق مصالحها الاقتصادية والأمنية في المنطقة بشكل أسهل حين لا يكون تنظيم حماس موجودا، والرئيس جو بايدن يريد تحقيق إنجاز يسجل باسمه، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة بعد عام، وحتى السعودية تأمل في الوصول إلى تلك النتيجة في ظل مطاردة إيران لها.

وكذلك محمود عباس -الخصم السياسي اللدود لحماس- يأمل في اجتثاث هذا التنظيم، لكنه يدرك أن غزة لن تكون منطقة منزوعة السلاح ولن تنتقل في تلك المرحلة -أو في مرحلة غيرها- إلى سيطرة السلطة الفلسطينية.

وأوضح الكاتب أنه من غير المستبعد أنه بعد انتهاء الحرب وإسقاط حماس، ستفتح نافذة فرص لتغيير وجه الشرق الأوسط، بحيث تشمل تطبيعاً مع السعودية، وكذلك ستطلب السلطة الفلسطينية، إعادة انتشار للجيش الإسرائيلي، تنفيذاً لمصالحها، وهو أمر قد يؤدي إلى تفكك حكومة الطوارئ الوطنية في إسرائيل.

وختم الكاتب بأن نافذة الفرص التاريخية ربما تنفتح أمام إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية والأردن ولبنان ومصر، وهو أمر لن توافق عليه إيران وحماس وحزب الله وروسيا وسوريا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version