من يتابع منصات التواصل العربية خلال الساعات القليلة الماضية يجد أن اسم وصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأكثر انتشارا وتناقلا بين المغردين، بعد أن وجهت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الخميس اتهامات له ولوزير دفاعه السابق يوآف غالانت بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأصدرت بحقهما مذكرتي اعتقال.

وقالت  المحكمة الجنائية الدولية  “إن هناك “أسبابا منطقية” للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة”.

وأضافت أن جرائم الحرب المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب، كما تشمل جرائم ضد الإنسانية، والمتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية.

وفور إصدار الجنائية الدولية قرار الاعتقال، بدأ جمهور منصات التواصل بالتساؤل عن النتائج التي تترتب عن هذا الأمر.

وأجاب ناشطون بأن الأمر لا يقتصر على الاعتقال بل إن الأمر أكبر من ذلك، لأن الحديث عن أكبر شخصية في إسرائيل وهذا يعدّ اتهاما لكل الإسرائيليين الذين شاركوا في الحرب على غزة، وأن نسبة كبيرة من الإسرائيليين هم جنود في الجيش الإسرائيلي ويمتلكون جنسيات مزدوجة وهذا يشكل ضغط على أوروبا بشكل مخصوص وهي ملزمة بالتعامل معهم وإلا ستفقد المحكمة قوتها ومصداقيتها.

وأضاف هؤلاء أن القرار يعني أيضا أن الاتحاد الأوروبي سيقوم بمنع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل وربما لاحقا التعامل التجاري معها.

 

ووصف بعض المغردين القرار بالتاريخي وأنه يفرض على الإسرائيليين مزيدا من العزلة الدولية. واعتبر هؤلاء القرار بأنه صفعة وضربة قوية وجهت لما وصفوه بجبروت وغرور نتنياهو وعصابته المتطرفة بحسب قول بعض المغردين.

وعلق فلسطينيون على القرار بالقول، إنه ومهما كانت نتيجة إصدار محكمة العدل الدولية لقرار الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت بسبب ارتكابهما جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وقد لا يتم اعتقالهما طوال حياتهما، فإن أهميته تكمن في أنه يُعد اعترافا صريحا وعالميا بأنهما مجرما حرب، وأن ما ينفذه الجيش الإسرائيلي في غزة هو جريمة حرب بكل المقاييس، مما يزيد الضغوط الدولية لإيقاف التطهير العرقي في القطاع.

ولفت مدونون الانتباه إلى أن من أهم التهم الموجهة لنتنياهو وغالانت بعد الجرائم الإنسانية ضد المدنيين هو استخدام التجويع كوسيلة للقتال في وقت يعاني فيه القطاع من مجاعة قاهرة ومنع العلاج عن المدنيين.

وأضاف آخرون أن إجراء المحكمة الجنائية الدولية وإن جاء متأخرا فإن له صدى دوليا كبيرا، واستشهدوا بما حدث مع الرئيس الصربي السابق ميلان ميلوتينوفيتش والذي سلم نفسه إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة التي اتهمته بارتكاب جرائم حرب ضد مدنيين من ألبان كوسوفو في الفترة الواقعة بين عامي 1998 و1999.

وشرح مدونون أهمية قرار المحكمة الجنائية بالقول إنه لن يستطيع نتنياهو أو غالانت السفر أو المرور أو الهبوط حتى ولو اضطراريا في أي دولة من الدول الملونة باللون الأحمر في الخريطة، أي توقف ولو كان ترانزيت في أي من الدول الـ123 الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية يعني الاعتقال على الفور.

وأضافوا أن هذا الأمر يتم تطبيقه حال هبوطهم، ولكن من الممكن أن ترفض بعض الدول تنفيذه بسبب اعتبارات سياسية أو دبلوماسية.

وأشار مغردون إلى نقطة مهمة وهي “أن إسرائيل ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، وهذا يعني أن المحكمة لا تمتلك ولاية قضائية مباشرة على نتنياهو وغالانت، ولكن فلسطين عضو ومعترف بها ولهذا السبب أصدرت المحكمة مذكرة الاعتقال”.

في المقابل اعتبر بعض المدونين أن أمر الجنائية الدولية بالقبض على نتنياهو وغالانت شكلي ولا قيمة له، وأن هناك عدة دول كبرى لم توقع على اتفاقية المحكمة مثل أميركا والصين وروسيا.

وأصدرت المحكمة إلى جانب نتنياهو وغالانت أيضا أمر اعتقال بحق قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) محمد الضيف.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version