أعلنت الشرطة في جنوب السودان، اليوم الاثنين، عن مقتل 16 مواطنا سودانيا في 4 ولايات خلال أعمال عنف اندلعت يومي الخميس والجمعة، مما دفع السلطات إلى فرض إجراءات أمنية مشددة، بما في ذلك حظر تجول ليلي، لحماية اللاجئين والمقيمين السودانيين.
وجاءت هذه الأحداث في ظل توترات متصاعدة بسبب تقارير عن مقتل مواطنين من جنوب السودان في ولاية الجزيرة بالسودان المجاور.
واندلعت أعمال العنف بعد أن تحولت مظاهرة في العاصمة جوبا، احتجاجا على مقتل 29 مواطنا من جنوب السودان في ود مدني بولاية الجزيرة، إلى أعمال شغب ونهب استهدفت محلات تجارية مملوكة لسودانيين. وأطلقت الشرطة النار حينها لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى مقتل وإِصابة بعض الأشخاص.
وانتشرت أعمال العنف في مناطق أخرى بالبلاد يوم الجمعة، مما دفع الحكومة إلى فرض حظر تجول ليلي ودعوة الرئيس سلفاكير ميارديت إلى “ضبط النفس”. وقال الناطق باسم الشرطة إنه “تم فتح تحقيق في الأعمال الإجرامية وتم توقيف عدد من المشتبه بهم”، دون الإفصاح عن أعدادهم.
حماية اللاجئين والمقيمين
نقلت السلطات مئات السودانيين إلى أماكن آمنة، بما في ذلك مراكز الشرطة، لحمايتهم من أعمال العنف. وقالت جواري ألامانيكا -وهي لاجئة سودانية لديها 5 أطفال- إنها كانت في حالة من “الخوف والقلق”، لكنها شعرت بالأمان بعد نقلها إلى مركز الشرطة.
كما قال محمد آدم (لاجئ آخر): إن شقيقه أصيب بجروح خلال أعمال الشغب، وتم نهب محله التجاري، مما تسبب في خسارته لكل ما يملك.
وبدأت السلطات يوم الاثنين بنقل اللاجئين من مراكز الشرطة إلى مخيم غوروم قرب العاصمة جوبا. وعلى الرغم من أن حظر التجول لا يزال ساريا، فإن وكالة الأنباء الفرنسية أفادت بأنه لا يتم الالتزام به بشكل كامل.
وتشهد السودان، الدولة المجاورة لجنوب السودان، حربا دامية منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقد تسببت الحرب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص.
ويستضيف جنوب السودان، الذي استقل عن السودان في عام 2011، عددا كبيرا من السودانيين المقيمين واللاجئين، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد.