أثار إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن مشروع ممر اقتصادي من الهند إلى الشرق الأوسط ووصولا إلى أوروبا سيلا من التعليقات والتحليلات بشأن أهدافه ومنافسته “للحزام والطريق” الصيني، في حين احتفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمشروع باعتباره تغييرا لملامح المنطقة، وفق تعبيره.
ووقّعت الولايات المتحدة والهند والسعودية والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي -على هامش قمة العشرين في نيودلهي- مذكرة تفاهم لإنشاء هذا الممر الذي يشمل سككا حديدية وربط موانئ ومد خطوط وأنابيب لنقل الكهرباء والهيدروجين بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات.
ووصف الرئيس الأميركي المشروع بالتاريخي لكنه لم يتحدث عن منافسة مفترضة مع مبادرة “الحزام والطريق” الصينية التي تقوم على إحياء طريق الحرير القديم، بينما قال محللون إن الممر يعد ردا غربيا هنديا على المشروع الصيني.
وجاء إعلان بايدن بعد يومين من تصريح المتحدثة باسم الخارجية الصينية بأن 90 دولة أكدت أنها ستشارك في المنتدى الثالث لمبادرة “الحزام والطريق” الذي تستضيفه بكين في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
كما ربط معلقون بين الإعلان الأميركي وغياب الرئيس الصيني شي جين بينغ عن قمة العشرين، حيث قال المحلل السياسي والأمني فاران جيفري إن شي لم يحضر “تجنبا للإحراج”.
من جهتها، رأت المحللة فيلينا تشاكاروفا أن هذه الخطوة تأتي في إطار التنافس الصيني الهندي، مشيرة إلى رعاية بكين مسار عودة العلاقات بين السعودية وإيران، فيما عملت نيودلهي على إعادة التواصل بين الرياض وواشنطن، حسب قولها.
من ناحية أخرى، احتفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإعلان عن الممر الاقتصادي، وظهر في مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي السبت يبين فيه بالخرائط مسار المشروع الذي ذكر أن إسرائيل ستكون محطة رئيسية فيه.
وقال نتنياهو “يسرني أن أزف لمواطني دولة إسرائيل بشرى تحول إسرائيل إلى مفرق رئيسي في هذا الممر الاقتصادي”، مشيرا إلى أن رؤية هذا المشروع “تعيد تشكيل ملامح منطقة الشرق الأوسط”.
وأضاف أن واشنطن اتصلت بإسرائيل قبل شهور عدة للمشاركة في المشروع، ومنذ ذلك الحين جرت “اتصالات دبلوماسية مكثفة لتحقيق هذه الانفراجة”.
ووصف نتنياهو المشروع بأنه “التعاون الأكبر في تاريخ إسرائيل”، وفق تعبيره.
واليوم أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو سيزور وادي السيليكون في كاليفورنيا الأسبوع المقبل قبل أن يتوجه إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.