أعلنت كييف إسقاط عدد من المسيرات الروسية وتدمير مستودع للحبوب، في حين تضاربت المعلومات بشأن تمكن القوات الأوكرانية من استعادة بلدة شرقي البلاد، إذ نفت روسيا انسحاب قواتها من هناك، في وقت اتهم فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أميركا بأنها تدير الحرب في أوكرانيا وتسيطر عليها.
فقد أعلن الجيش الأوكراني أن قواته الجوية أسقطت 6 صواريخ كروز و6 مسيرات روسية من نوع “شاهد” -فجر اليوم الأحد- في أوديسا، وبثت الدفاعات الجوية الأوكرانية صورا قالت إنها لتصدي قواتها لأحد الصواريخ الروسية.
وأشارت القوات الجوية إلى أن الهجوم استهدف بشكل رئيسي الأجزاء الجنوبية من أوديسا وأصاب منشأة زراعية هناك.
وقال حاكم أوديسا -عبر تليغرام- إن صومعة حبوب وحقولا زراعية تضررت، مضيفا أنه “لحسن الحظ لم تقع إصابات”.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها وجهت ضربة صاروخية لمركز يتولى عمليات إصلاح مدرعات الجيش الأوكراني في خاركيف شمال شرق أوكرانيا، من دون تحديد موعد القصف أو تفاصيل العملية.
وقد أقر حاكم خاركيف بالقصف الروسي، لكنه أشار إلى أن القصف استهدف “منشأة مدنية” بـ4 صواريخ من طراز إس-300.
ووفقا للسلطات الأوكرانية، فقد كثفت روسيا هجماتها على البنية التحتية للموانئ والحبوب منذ انسحابها من اتفاقية الحبوب يوليو/تموز الماضي.
إعلانات متناقضة
وفي التطورات على الأرض، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية استمرار هجوم قواتها باتجاه باخموت (شرقي البلاد) وباتجاه ميليتوبول في جنوبها.
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية إن قوات بلاده تواصل عملياتها الدفاعية في شرق البلاد وجنوبها، وتستمر في هجومها باتجاه ميليتوبول وباخموت “وتقوم بتدمير قوات العدو، نحرر أراضينا المحتلة مؤقتًا خطوة بخطوة”.
وأعلنت أوكرانيا أنها سيطرت على بلدة كليشيفكا الواقعة إلى الجنوب من مدينة باخموت (شرقي أوكرانيا)، وذلك بعد إعلانها يوم الجمعة الماضي استعادة السيطرة على بلدة أندرييفكا وتقدمت منها شمالا نحو كليشيفكا، في حين نفت روسيا -أمس السبت- خروج قواتها من بلدة أندرييفكا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في نشرتها اليومية إن القوات الأوكرانية حاولت إخراج الجيش الروسي من قرى قريبة من باخموت، لكن من دون جدوى، حسب تعبيرها.
اتهامات روسية
وفي السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الولايات المتحدة تسيطر على العمليات العسكرية في أوكرانيا، مضيفا أن واشنطن في الواقع تواصل حربا على روسيا من خلال تزويد كييف بالأسلحة.
وفي تعليقه على إمدادات واشنطن المحتملة من الصواريخ البعيدة المدى إلى كييف، أوضح لافروف أنه “بغض النظر عما تقوله” واشنطن فإنها “تسيطر على هذه الحرب”، وهي توفر الأسلحة والذخائر والمعلومات الاستخباراتية والبيانات من الأقمار الاصطناعية، “وتواصل حربا ضدنا”.
وأكد الوزير الروسي أن إمدادات الدول الغربية المحتملة من الصواريخ البعيدة المدى إلى كييف لن تغير جوهر ما يجري في أوكرانيا.
واستمرارا للدعم الغربي لأوكرانيا، أعلن وزير الدفاع الكندي أن بلاده ستسهم بمبلغ 33 مليون دولار كندي (24.5 مليون دولار) في شراكة تقودها بريطانيا لشراء معدات دفاع جوي لأوكرانيا لمساعدتها في صد الهجمات التي تشنها روسيا بصواريخ وطائرات مسيرة.
وتأتي هذه المساعدة ضمن مساعدات عسكرية قيمتها 500 مليون دولار كندي تعهد بها رئيس الوزراء لكييف يونيو/حزيران الماضي.
وتزامنت تصريحات لافروف مع استبعاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ -في مقابلة نشرت اليوم الأحد- أن تكون هناك نهاية سريعة للحرب الأوكرانية.
وفي مقابلة مع مجموعة “فونكه” الإعلامية الألمانية، قال ستولتنبرغ علينا أن ندرك أنه “إذا توقف الرئيس زيلينسكي والأوكرانيون عن القتال فسوف تختفي أوكرانيا من الوجود”.
وتعد الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت فبراير/شباط 2022 أول حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
إبادة جماعية
على صعيد متصل، من المنتظر أن تنظر محكمة العدل الدولية -غدا الاثنين- قضية ترتبط بمزاعم روسية تقول إن حرب موسكو على أوكرانيا جاءت بهدف منع إبادة جماعية.
ورفعت كييف القضية بعد أيام من بداية الحرب الروسية على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، وتشير كييف إلى أن موسكو تنتهك القانون الدولي بقولها إن “الغزو كان مبررا” لمنع وقوع إبادة جماعية مزعومة في شرق أوكرانيا.
وتقول موسكو إن كييف تستخدم القضية كوسيلة ملتوية للحصول على حكم بشأن شرعية عمليتها العسكرية بشكل عام.