9/3/2025–|آخر تحديث: 9/3/202507:37 م (توقيت مكة)
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا للكاتب حاييم ليفينسون، يكشف فيه كيف نجحت قطر في تنفيذ مناورة دبلوماسية بارعة، أجبرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على التعامل بجدية مع المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى.
جاء ذلك بعد أن قامت الدوحة بإخراج إسرائيل من المعادلة، ودفعت الولايات المتحدة إلى التفاوض مباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ما شكل إحراجا كبيرا لنتنياهو، الذي كان يعتقد أنه يسيطر على البيت الأبيض بعد زيارته لواشنطن.
وفي خطوة كشف عنها لأول مرة الصحفي باراك رافيد، فإن قطر استدعت مبعوث إدارة ترامب، آدم بولر، وعرضت عليه صفقة تتمثل في تسليم 5 أسرى أميركيين محتجزين لدى حماس، ومن بينهم عيدان ألكسندر، دون الحاجة إلى دور إسرائيلي.
هذه الخطوة أدت إلى دفع المفاوضات إلى الأمام، وكشفت عن تهميش نتنياهو في واشنطن، حيث بدا أن الإدارة الأميركية تسعى لتحقيق أهدافها، وهي تحرير الأسرى وإنهاء الحرب وتحقيق السلام الإقليمي وتأمين الدعم السعودي، دون الالتفات كثيرا إلى الموقف الإسرائيلي.
قرار نهائي
وأفاد الكاتب أن الإدارة الأميركية لم تتوقف عند هذه الخطوة، بل أوفدت مبعوثها الخاص ستيف ويتكوف، إلى المنطقة لإنهاء تفاصيل الاتفاق. ورغم التأجيلات المتكررة، فإن تحركاته تشير إلى قرب اتخاذ قرار نهائي، وقد يكون ذلك في غضون أيام.
في المقابل، تحاول إسرائيل إيجاد صيغة خاصة بها للمفاوضات، حيث طرح نتنياهو ما سماه “مقترح ويتكوف”، والذي يتضمن إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء فورا، بينما يتم إطلاق البقية في 21 أبريل/نيسان المقبل، بعد انتهاء رمضان وعيد الفصح اليهودي.
وتتضمن الصفقة أيضا انسحابا إسرائيليا من محور فيلادلفيا، وضخ مساعدات إنسانية إلى غزة، والاستعداد لمناقشة الترتيبات طويلة الأمد.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن حماس أبدت مرونة في عدد وأسماء الأسرى المطلوب الإفراج عنهم، وهو ما اعتبره الجانب الإسرائيلي مؤشرا على رغبة الحركة في إنجاز الاتفاق.
وعبر مصدر مطلع على المفاوضات عن اعتقاده بأن التغييرات في مطالب حماس لا تعني بالضرورة أنها تنازلت عن موقفها الأساسي، مشبها ذلك بعروض المتاجر: “لا يهم السعر الذي تدفعه على منتج واحد، بل ما ستدفعه في النهاية عند الحساب”.
مأزق نتنياهو
في الوقت ذاته، تلقي الأزمة السياسية في إسرائيل بظلالها على المشهد، حيث يواجه نتنياهو مأزقا قبل الموعد النهائي لإقرار الميزانية نهاية الشهر الجاري؛ حيث يتوقع أن يصوت وزير الإسكان إسحاق غولدكنوبف ضد الميزانية، وربما ينضم إليه إسرائيل آيخلر، ما يضعف موقف الحكومة.
وفي محاولة للسيطرة على الوضع، يروج نتنياهو لخطوات تصعيدية، مثل تهديده بهجوم وشيك على إيران، وكذلك يعد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بغزو غزة، ووزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير بوقف المساعدات الإنسانية.
وذكر الكاتب، أن سموتريتش يدرك أن نتنياهو يحاول التلاعب به، وقد يستخدم مسألة الميزانية لإسقاط الحكومة إذا شعر بأنها على وشك الانهيار.
واختتم الكاتب المقال بالإشارة إلى تزايد التقارير الأميركية حول احتمال زيارة دونالد ترامب للسعودية بعد رمضان. وفي إسرائيل يشيرون إلى أن أي زيارة محتملة لن تكون مجرد زيارة بروتوكولية، بل تهدف إلى تحقيق تقدم في مسار التسوية الإقليمية. وعليه، فإن أي خطط إسرائيلية لاستئناف القتال في أبريل/نيسان يجب أن تأخذ هذا التطور في الاعتبار.