تبادلت روسيا وأوكرانيا -اليوم الاثنين- القصف بالطائرات المسيرة والاتهامات باستهداف المدن، وفي حين أعلنت موسكو تقدم قواتها في الجبهة الشرقية، حذرت كييف من تحركات لسفن حربية روسية في البحر الأسود.

يأتي هذا في وقت طلبت فيه روسيا من شركائها في مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، بالإضافة إلى شركائها الآخرين، تقييماتهم لمشاورات جدة حول الأزمة الأوكرانية، في حين جددت الصين تمسكها بموقف مستقل ومحايد بشأن أوكرانيا.

وقال حاكم مقاطعة كالوغا الروسية، الواقعة جنوب غرب موسكو، إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت مسيرة في سماء المقاطعة فجر اليوم.

كما أعلن حاكم مقاطعة بيلغورود أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت مسيرة أخرى كانت تحلق في سماء المقاطعة.

وفي أوكرانيا، قالت النيابة العامة إن امرأة قُتلت، وأُصيب 7 أشخاص، في قصف روسي على مقاطعة خيرسون، جنوب شرقي أوكرانيا.

وأضافت النيابة العامة، في بيان، أن القصف استهدف حيا سكنيا في مركز المدينة، وأدى إلى اشتعال النيران في المبنى، وتضرر عدد من الأبنية المجاورة.

وفي مقاطعة خاركيف، أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل شخصين، وإصابة 3، في قصف روسي لمحيط مدينة كوبيانسك.

اشتعال النيران في مبنى إثر قصف روسي على حي سكني بخيرسون

تقدم روسي

ميدانيا، أكد الجيش الروسي أن قواته تقدمت خلال 3 أيام بعمق أكثر من 3 كيلومترات في شريط بطول 11 كيلومترا في جبهة كوبيانسك بمقاطعة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، وهي المنطقة التي كانت القوات الأوكرانية استعادت السيطرة عليها سبتمبر/أيلول الماضي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية -في إحاطتها اليومية- إن هذه المنطقة واقعة بين بلدتي فيلتشانا وبرتشوترافنيفي شمال شرق مدينة كوبيانسك.

وكانت أوكرانيا أقرت في منتصف يوليو/تموز الماضي بأنها في “موقع دفاعي” في منطقة كوبيانسك، حيث شن الجيش الروسي هجوما. ومنذ ذلك الحين تؤكد موسكو أنها تتقدم فيها.

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الروسي أن وحدات مجموعة الغرب التابعة للجيش سيطرت على 7 مواقع تابعة للقوات الأوكرانية، ودمرت سرية مشاة، في منطقة “أولشان”.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قوات المدفعية الروسية دمرت مقرا للقوات الأوكرانية في محيط مدينة ليمان، غربي أوكرانيا، بعد عملية رصد بالمسيرات.

وبثت وزارة الدفاع الروسية صورا قالت إنها لعملية الاستهداف، وأشارت إلى أن قواتها تمكنت من صد هجوم للقوات الأوكرانية في منطقة كليشيفكا باتجاه باخموت، كما هاجمت مواقع للقوات الأوكرانية في المنطقة نفسها.

البحر الأسود

في المقابل، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها تصدت لمحاولات تقدم روسية على محاور كوبيانسك في مقاطعة خاركيف، وليمان ومارينكا وأفدييفكا في مقاطعة دونيتسك.

وفي الجبهة البحرية، قالت القوات البحرية الأوكرانية إن 3 سفن وصفتها بالمعادية توجد في مهمة قتالية بالبحر الأسود، ليس من بينها حاملات صواريخ.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات المنطقة الجنوبية في الجيش الأوكراني ناتاليا هومينيوك إن القوات الروسية تغير تكتيكاتها العسكرية بشكل مستمر، وتعمل على جمع المعلومات، لتنفيذ ضربات صاروخية من البحر الأسود على أوكرانيا خلال الـ48 ساعة القادمة.

مباحثات جدة

سياسيا، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا -اليوم الاثنين- إن موسكو تأمل أن يشاركها شركاؤها في مجموعة بريكس، بالإضافة إلى شركائها الآخرين، تقييماتهم للمشاورات رفيعة المستوى في جدة حول أوكرانيا.

وشاركت أكثر من 40 دولة، من بينها الصين والهند والولايات المتحدة ودول أوروبية، في محادثات جدة التي انتهت أمس الأحد وغابت عنها روسيا.

وأضافت زاخاروفا أن وزارة الخارجية الروسية أحيطت علما بما جرى في المشاورات بشأن أوكرانيا التي استضافتها جدة السعودية يومي الخامس والسادس أغسطس/آب الجاري “بمبادرة من النظام في كييف والدول الأعضاء في مجموعة السبع”.

بدورها، أكدت وزارة الخارجية الصينية أن الوزير وانغ يي أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف تمسك بكين بموقف مستقل ومحايد بشأن أوكرانيا.

وفي وقت سابق الاثنين، قالت الخارجية الصينية إن المحادثات الدولية التي استضافتها السعودية مؤخرا لحل الأزمة الأوكرانية ساعدت في “إرساء توافق دولي في الآراء”.

بدوره، أكد متحدث باسم الحكومة الألمانية -اليوم الاثنين- أن محادثات جدة كانت ناجحة، لأنها عكست رغبة المجتمع الدولي في العمل من أجل إنهاء الحرب.

تبادل أسرى

من جانبه، قال مسؤول أوكراني كبير إن روسيا وأوكرانيا نفذتا أحدث عملية مبادلة للأسرى اليوم، وشملت عودة 22 أوكرانيا إلى بلادهم.

وقال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بين الجنود الذين أُطلق سراحهم ضابطين وعددا من حاملي رتبة رقيب وجنودا حاربوا في مناطق عدة على الجبهة، مضيفا أن بعضهم مصابون بجروح.

وقال يرماك “اليوم، أعدنا 22 مقاتلا أوكرانيا من الأسر”، موضحا أن أكبرهم سنا يبلغ من العمر 54 عاما وأصغرهم 23 عاما. ولم يصدر من روسيا تعليق بعد.

وتتبادل روسيا وأوكرانيا بشكل دوري مجموعات من الأسرى على مدار الحرب التي دخلت شهرها الـ18.

اعتقال جاسوسة لروسيا

ومن جانب آخر، قال جهاز الأمن الأوكراني -اليوم الاثنين- إنه احتجز امرأة متهمة بمساعدة روسيا في التخطيط لشن هجوم على الرئيس فولوديمير زيلينسكي في أثناء زيارته لمنطقة اجتاحتها الفيضانات.

وقال جهاز الأمن إن المرأة كانت تجمع معلومات استخبارية لمحاولة معرفة مسار رحلة زيلينسكي قبل زيارته منطقة ميكولايف الجنوبية.

وزار زيلينسكي منطقة ميكولايف، يونيو/حزيران الماضي، بعد أن غمرتها فيضانات ناجمة عن ثغرة في سد كاخوفكا وفي يوليو/تموز بعد قصفه.

وأضاف جهاز الأمن أن المشتبه بها كانت تساعد روسيا على إعداد “ضربة جوية مكثفة على منطقة ميكولايف”، وقد سعت للحصول على بيانات عن مواقع أنظمة الحرب الإلكترونية ومستودعات الذخيرة.

وقال جهاز أمن الدولة إن ضباطه استمروا في مراقبتها للحصول على مزيد من المعلومات حول مدربيها الروس ومهامها، وأن رجاله قبضوا بعد ذلك على المرأة “متلبسة” وهي تحاول تمرير بيانات استخباراتية إلى أجهزة المخابرات الروسية.

وقد تواجه إلى المرأة تهمة النشر غير المصرح به لمعلومات حول تحركات العتاد والقوات، وعقوبتها السجن 12 عاما.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version