ذكر مقال نشرته فاينانشال تايمز أنه منذ إعلان فوز الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تبنت كبرى الشركات تحولا كبيرا في نهجها المعتاد، بهدف التوافق مع المواقف المحافظة التي ينتهجها ترامب.
تجلى ذلك بالتخلي عن مبادرات التنوع والشمول، وسحب الدعم من الجمعيات الخيرية المعنية بالمساواة العرقية، التي يبدي ترامب مناهضة شديدة لها منذ ولايته السابقة، ومن الأمثلة على ذلك:
- شركة ميتا ألغت سياسات رقابة المحتوى التي كانت تهدف للحد من المعلومات الخاطئة، وعينت في مجلس إداراتها دانا وايت المقرب من ترامب.
- كما التقى زوكربيرغ المدير التنفيذي لميتا، وتيم كوك المديرالتنفيذي لشركة “آبل” مع ترامب في مقره بفلوريدا، وأعلنا عن تبرعات لصندوق تنصيب الرئيس.
- شركة أمازون أبرمت صفقة لإنتاج فيلم عن حياة ميلانيا ترامب، وتبرعت بمليون دولار لصندوق تنصيب الرئيس المنتخب. وتواصل جيف بيزوس مؤسس أمازون شخصيا مع ترامب بعد فوزه، معلنا دعمه لسياسات خفض اللوائح التنظيمية .
- أعلنت شركات مثل “أوبن إيه آي” و”سوفت بنك” عن مشروع ضخم للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، يحمل اسم استارغيت “Stargate”، بتكلفة تصل إلى 100 مليار دولار، مع إمكانية زيادتها إلى 500 مليار دولار. هذا المشروع يهدف إلى بناء مراكز بيانات واسعة لدعم الجيل القادم من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد حظي بإشادة ترامب كدليل على الثقة في الاقتصاد الأمريكي.
- الشركات الاستهلاكية الكبرى تبنت أيضا تغييرات جذرية، مثل ماكدونالدز التي أوقفت تدريب الموظفين على المساواة العرقية والجندرية، وألغت أهداف التنوع الخاصة وبرامج إشراك الموردين من الأقليات.
حسب الموجة السياسية
وعلقت الصحيفة على ذلك بأنه “لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه التحولات ستسمر على المدى الطويل أو أنها مجرد استجابة مؤقتة، وقد تكون هذه التغيرات قد تتغير إذا تغيرت البيئة السياسية أو تصاعد الضغوط الاجتماعية”.
التغييرات الجماعية في نهج الشركات جعلتها عرضة لانتقادات شديدة، فوصف محللون ذلك بالتنازل عن المبادئ الأساسية لصلاح السياسيين، ما يهدد القيم الديمقراطية والاجتماعية والبيئية. ويؤدي إلى تباطؤ الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وعلق على ذلك المستشار الاستثماري براد لاندر -حسب فايناشيال تايمز- بالقول إن انصياع الشركات لترامب أمر مثير للقلق العميق. لقد رأينا أمثلة كثيرة على ذلك عبر التاريخ. وهذه هي الكيفية التي تضعف بها الديمقراطية الأساسية مع مرور الوقت.
وفي نفس المقال ذكرت الصحيفة أنه خلال حفل تنصيب ترامب، تم تسليط الضوء على حضور عدد من الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا البارزة، معتبرة أن هذا الحضور يشير إلى تحول في ثقافة العمل، مع احتمال تراجع الجهود المتعلقة بالتنوع والشمول والعمل عن بُعد. حيث يعتقد بعض الخبراء أن هذا التوجه قد يؤدي إلى التركيز على حرية التعبير والنمو الاقتصادي، مما قد يقلل من برامج التنوع والشمول.
هذه التطورات تعكس سعي الشركات الأمريكية الكبرى للتكيف مع المناخ السياسي الجديد، من خلال تعديل سياساتها واستراتيجياتها بما يتماشى مع توجهات إدارة الرئيس الجديد.