حذر مدير وحدة الدراسات في مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية الدكتور محمد سالم من أن القصف الذي تقوم به قوات النظام في مناطق المعارضة بالشمال السوري يهدد بالقضاء على التهدئة التي شهدتها المنطقة، خاصة في السنة الأخيرة، نافيا مسؤولية المعارضة عن الهجوم الذي استهدف أمس الخميس الكلية الحربية في مدينة حمص وسط البلاد.

ومنذ أمس بدأت قوات النظام بقصف مناطق تحت سيطرة المعارضة في محافظة إدلب (شمال غرب) وريف حلب الغربي المجاور، وجاء ذلك ردا على الهجوم على الكلية الحربية بحمص وسط البلاد، والذي أوقع أكثر من 300 بين قتيل وجريح، واتهمت دمشق ما سمتها “التنظيمات الإرهابية” بالوقوف وراءه.

وقال سالم -في حديثه لحلقة (2023/10/6) من برنامج “ما وراء الخبر”- إن النظام السوري يستغل الهجوم على الكلية الحربية من أجل الاستمرار في قصف الشمال السوري الذي يحوي كثافة سكانية عالية جدا ويعاني أوضاعا إنسانية صعبة.

وبينما أكد أن النظام كان يضغط على روسيا لتقوم بحملة كبيرة على إدلب استبعد المتحدث نفسه أن يلجأ نظام الأسد وحليفه الإيراني لفتح معركة جديدة تغير خطوط التماس بدون دعم من روسيا.

وبشأن المستفيد من الهجوم على الكلية الحربية في حمص، أوضح مدير وحدة الدراسات في مركز أبعاد للدراسات الإستراتيجية أن المعارضة السورية التي اتهمها النظام لا تملك القدرات -خاصة التقنية- لتنفيذ مثل هذا الهجوم.

وقال إن المنطقة المستهدفة هي منطقة أمنية شديدة التحصين ويصعب حصول استهداف خارجي لها، مؤكدا أن تفاصيل الهجوم لم يكشف عنها حتى الآن، ولا أدلة كافية على أنه استخدمت طائرات مسيّرة في هذا الهجوم.

ولم يستعبد الضيف السوري أن يكون نظام الرئيس بشار الأسد وحليفه الإيراني يحاولان الاستفادة من الذي حصل في حمص، وذلك من خلال تحشيد الموالين بوجود تهديدات خارجية وحرب على ما يسمى “الإرهاب”.

قراءة روسية

أما القراءة الروسية للهجوم على الكلية الحربية في حمص فترجمها الكاتب والمحلل السياسي أندريه أونتيكوف، حيث ألمح إلى تورط دول أخرى من خلال دعمها لـ”مجموعات إرهابية”، مشيرا إلى أن استخدام المسيّرات في سوريا كان منذ فترة طويلة، والجيش الروسي ونظيره السوري سبق لهما أن نشرا ما تبقى من هذه المسيّرات.

وكان الجيش السوري اتهم أمس الخميس ما وصفها بـ”التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة” بالوقوف خلف الاستهداف “عبر مسيّرات تحمل ذخائر متفجرة”، وأكد أنه “سيرد بكل قوة وحزم على تلك التنظيمات الإرهابية أينما وجدت”.

وخلص الضيف الروسي إلى أن ما يجري في سوريا من تطورات هو “رسالة إلى روسيا وسوريا أو تصفية حسابات بين الفاعلين الدوليين في الساحة السورية”.

أما المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا السفير جيمس جيفري فاستبعد في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” حصول تغيير كبير في الوضع العام في سوريا في ضوء التطورات الراهنة، مشددا على ضرورة التفاهم والتنسيق بين القوى الكبرى، خاصة واشنطن وموسكو وأنقرة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version