قال المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت إيتمار آيخنر إن سبب قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالدفاع عن المتحدث باسم مكتبه للشؤون الأمنية، إيلي فيلدشتاين، في وقت تتزايد فيه الاتهامات الموجهة له في قضايا تسريب معلومات حساسة، هو خشيته من أن يتحول إلى شاهد دولة ضده.

وأشار المراسل إلى أن هذه القضية قد تكون أكثر من مجرد تحقيق قانوني، إذ إنها تحمل أبعادا سياسية كبيرة، لا سيما في ظل التوترات المستمرة بين نتنياهو والأجهزة الأمنية.

لفت الأنظار عن الاتهامات

واعتبر المراسل أن “الدفاع عن فيلدشتاين قد يكون جزءا من إستراتيجية أوسع لدرء التهم الموجهة ضد نتنياهو في المستقبل، في وقت يبدو فيه أن الخوف من أن يصبح فيلدشتاين شاهدا ضده يشكل هاجسا كبيرا له”.

وفي حين لفت إلى أن تقديم لائحة اتهام ضد فيلدشتاين في قضية تسريب وثائق حساسة، تتعلق بموقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من الأسرى لديها، أثار ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية، فقد قال إن “نتنياهو، الذي طالما كان يشدد على أهمية الحفاظ على سرية المعلومات الأمنية، نشر فيديو لمدة 9 دقائق في محاولة للدفاع عن موقفه وموقف مكتبه، لأنه يرى ذلك محاولة للنيل منه شخصيا”.

وكتب آيخنر يقول “نتنياهو، في محاولته للدفاع عن فيلدشتاين، وصفه بأنه بطل إسرائيلي وصهيوني مخلص، ولا يمكن أن يكون قد تصرف عمدا للإضرار بأمن الدولة”، معتبرا أن “هذه الدفاعات تأتي في وقت حساس، إذ يواجه التحقيقات مع المتحدث باسم مكتبه بشأن تسريبات لمعلومات حساسة كان يجب أن تبقى سرية”.

تسريبات من داخل مكتبه.. اعتقال مقربين من نتنياهو بعد تسريب وثائق سرية من مكتبه

واستعرض المحلل أيضا تصريحات نتنياهو حول التسريبات التي طالت معلومات حساسة من الأجهزة الأمنية، موضحا أن نتنياهو حمّل في تصريحاته الأجهزة الأمنية المسؤولية عن تسريب تلك المعلومات، عندما قال إنه يطالب مرارا وتكرارا بالتحقيق في من يقفون وراء التسريبات المستمرة من داخل الدولة، والتي تعرض أمن الدولة وحياة جنودنا للخطر”. ولكنه رأى في المقابل أن “هذا الادعاء يبدو موجها ضد جهات معينة في الأجهزة الأمنية التي قد تكون مسؤولة عن هذه التسريبات”.

وأضاف “الحقيقة أن نتنياهو لم يتخذ خطوات فعلية لتفعيل القوانين التي تمنع هذه التسريبات، ولم يقم بتفعيل إجراءات فحوصات كشف الكذب، رغم كونه مسؤولا عن ذلك”.

ولفت الانتباه إلى نقطة مهمة في القضية، وهي أن نتنياهو، رغم مطالباته بتوضيح مصدر التسريبات، كان قد أُبلِغ بمحتويات الوثيقة المتهم فيلدشتاين بتسريبها في وقت مبكر من يونيو/حزيران، أي قبل عدة أشهر من نشرها في الصحافة.

وهذا يتناقض مع تصريحات نتنياهو في الفيديو الذي نشره، والذي أكد فيه أنه لم يكن على علم بهذه الوثائق، وهو ما يراه الكاتب “تناقضا صارخا في رواية رئيس الوزراء”. وقال المراسل إن “نتنياهو يشير إلى أنه كان مهمشا ولم يتم إبلاغه بمعلومات حيوية، رغم أن ديوان رئيس الوزراء كان قد تلقى الوثيقة منذ فترة طويلة قبل أن تُنشر في الصحف”.

وأضاف آيخنر: “ما يثير التساؤلات هنا هو لماذا لم يتخذ نتنياهو أي إجراء حيال هذه الوثيقة أو يتم التحقيق في تسريبها إذا كانت فعلا تشكل تهديدا حقيقيا على أمن الدولة؟”. وأضاف قائلا: “هل يمكن أن يكون هناك شعور لدى نتنياهو بأن التحقيقات قد تفضي إلى نتائج غير مرغوب فيها؟ هل يخشى أن يتورط فيلدشتاين ويصبح شاهد دولة ضده؟”.

دفاع أم محاولة للهروب؟

وقال المراسل إن نتنياهو، في فيديو الدفاع الذي نشره، ظهر واضحا أنه يحاول توجيه الأنظار إلى ما سماه “التعامل غير العادل” مع قضية فيلدشتاين مقارنة بالقضايا الأخرى التي شهدت تسريبات مشابهة في الماضي دون أن يتم التحقيق فيها بنفس الحدة، ولكنه أشار إلى أن “هذه التصريحات تعكس رغبة نتنياهو في تحويل الأنظار إلى ما يسميه الاستهداف السياسي ضد حكومته”.

كما أشار إلى أن نتنياهو قد يكون يتجاهل حقيقة أخرى: “المسألة تتعلق هنا بتسريب معلومات حساسة من أجهزة الاستخبارات والتي قد تعرض حياة أفراد الجيش الإسرائيلي ومصادر استخباراتية للخطر. ولكن يبدو أن نتنياهو لا يولي هذا الجانب أهمية كبيرة في مداخلاته”.

وخلص آيخنر إلى أن نتنياهو قد يكون في موقع صعب الآن بعد أن بدأ في الإعراب عن قلقه المتزايد من تحول فيلدشتاين إلى “شاهد دولة”.

وقال الكاتب في هذا السياق “إنه أمر مثير للقلق أن نتنياهو بدأ فجأة في التعبير عن دعم غير مشروط لفيلدشتاين، رغم أن مكتبه كان قد تنصل منه بالكامل في بداية الأزمة، متجاهلا تماما أي علاقة تربط بينه وبين المتحدث الذي تم اتهامه”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version