تمكن باحثون من أستراليا والولايات المتحدة من ابتكار أداة تعمل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ومن شأنها أن تتنبأ بمرض “باركنسون” قبل مدة تصل إلى 15 عاماً من إصابة الشخص فعلياً بالمرض.
وقال تقرير نشرته جريدة (Metro) الصادرة في لندن، واطلعت عليه “العربية نت”، إن الباحثين قاموا بتدريب نموذج ذكاء اصطناعي لاكتشاف مرض “باركنسون” ومن المفترض أن تنجح في التنبؤ بالإصابة به قبل 15 عاماً من التشخيص، ما يعني أن هذه الأداة تختصر على الأطباء سنوات طويلة، وتساعد في التعامل مع المريض قبل الإصابة به.
وينجم مرض باركنسون، وهو الاضطراب العصبي الأسرع نمواً في جميع أنحاء العالم، عن فقدان الخلايا العصبية في الدماغ، وتشمل الأعراض رعشة في الجسم وبطئا في الحركة وتيبسا في الجسم ومشاكل في التوازن.
ويمكن أن تظهر الأعراض الأخرى بما في ذلك الاكتئاب ومشاكل النوم والإمساك وفقدان حاسة الشم قبل عقود من ظهور العلامات الجسدية والمعرفية الأكثر شيوعاً، فيما لا توجد حالياً اختبارات للمرض، حيث يعتمد التشخيص على الأعراض والفحص البدني والتاريخ الطبي.
وتمكن الفريق البحثي الذي ينتمي الى جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا، وجامعة بوسطن في الولايات المتحدة، من تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بهم للكشف عن المرض في عينات الدم، وذلك باستخدام البيانات الناتجة عن دراسة أجريت على 41 ألف مشارك.
وأُعطي نموذج الذكاء الاصطناعي بيانات الدم من مجموعة عشوائية من 39 مشاركاً واصلوا تطوير مرض باركنسون، ومن خلال فحص الدم تمكن الذكاء الاصطناعي من تحديد أولئك الذين طوروا فيما بعد مرض باركنسون بدقة تصل إلى 96%، وما يصل إلى 15 عاماً قبل التشخيص السريري.
وتظهر الدراسات أن تشخيص مرض باركنسون بالطرق السريرية الحالية يتراوح بين 65% إلى 93%.
وكتبت ديانا تشانغ والأستاذ المساعد ويليام ألكسندر دونالد: “مرض باركنسون ليس وراثياً، وليس له اختبار محدد ولا يمكن تشخيصه بدقة قبل ظهور الأعراض الحركية، وبشكل عام يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف مرض باركنسون بدقة تصل إلى 96%. ساعدتنا أداة الذكاء الاصطناعي أيضاً في تحديد المواد الكيميائية أو المستقلبات التي من المحتمل أن تكون مرتبطة بأولئك الذين أصيبوا بالمرض لاحقاً”.
وقال فريق جامعة نيو ساوث ويلز: “حدد بحثنا مادة كيميائية، على الأرجح ترايتيربينويد، كمستقلب رئيسي يمكن أن يمنع مرض باركنسون، وكانت وفرة ترايتيربينويد أقل في دماء أولئك الذين أصيبوا بمرض باركنسون مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بذلك”.
وأضاف الفريق: “تم ربط مادة كيميائية اصطناعية أيضاً كشيء قد يزيد من خطر الإصابة بالمرض. وتم العثور على هذه المادة الكيميائية بكميات أعلى في أولئك الذين طوروا فيما بعد مرض باركنسون”.
ويقول الباحثون إنهم يأملون في تحسين نوعية حياة المريض من خلال اكتشاف المرض في وقت مبكر، مما يقلل أيضاً من تكاليف الرعاية الصحية.