وتفرض الحكومة الأمريكية ضوابط تصدير مماثلة على الصين بهدف الحد من قدرتها على سك السيليكون المتقدم لسنوات، ولكن يبدو أن الضوابط لم تمنع شركة هواوي من تطوير رقائق تنافسية لتدريب نماذج كبيرة من الذكاء الاصطناعي.

أرسلت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة، التي أصيبت بالشلل مؤقتًا بسبب العقوبات الأمريكية قبل نصف عقد، عينات من أحدث شرائح تدريب الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، والتي تسمى Ascend، إلى العملاء في سبتمبر الماضي، وفقًا لصحيفة South China Morning Post. يقال إن الشركات التي تختبر Ascend تشمل ByteDance، الشركة الصينية الأم لـ TikTok، والتي يقال إنها تقوم بتدريب نموذج كبير باستخدام Ascend بشكل أساسي. قدمت شركة بايدو، التي تصنع محرك البحث الرائد في الصين وطورت أنظمة قيادة ذاتية، مؤخرًا طلبًا لشراء رقائق هواوي في تحول بعيدًا عن شركة الرقائق الأمريكية العملاقة نفيديا، وفقًا لرويترز. (رفضت نفيديا التعليق).

بدأت قيود التصدير التي تهدف إلى كبح قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين في ظل إدارة ترامب الأولى. وفي عام 2019، تمت إضافة العديد من شركات الذكاء الاصطناعي الصينية الصاعدة إلى قائمة الكيانات، مما يعني أن الشركات الأمريكية، بما في ذلك شركات تصنيع الرقائق مثل نفيديا، سيُطلب منها الحصول على ترخيص خاص للتعامل معها. وأعقب ذلك فرض قيود على مبيعات الرقائق المصنوعة باستخدام التكنولوجيا الأمريكية لشركة هواوي، شركة الاتصالات المهيمنة في الصين والشركة الرائدة في تصنيع الهواتف الذكية.

وشددت إدارة بايدن الضوابط في أكتوبر 2022، مما حد من صادرات رقائق GPU المتطورة إلى الصين، بما في ذلك تلك التي تصنعها شركة Nvidia، وهي خطوة تهدف إلى الحد من قدرة أي شركة صينية على تدريب أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي. وتم تشديد القواعد بعد عام لسد الثغرات التي لا تزال تسمح للشركات الصينية بالوصول إلى بعض الرقائق المتقدمة.

قد يكون من الصعب قياس تأثير العقوبات الأمريكية على الرقائق، ويتساءل بعض الخبراء عما إذا كانت الضوابط تحفز الصين على تحقيق تقدم أسرع في صناعة الرقائق بنفسها، مما يقلل من اعتمادها على الشركات الأمريكية.

وفي أواخر عام 2023، كشفت هواوي النقاب عن هاتف Mate 60، وهو هاتف ذكي يتميز بشريحة متقدمة من شركة تصنيع الرقائق الصينية SMIC. وقد أثار هذا الإعلان ضجة في واشنطن، لأنه أشار إلى أن شركة SMIC قد حققت تقدماً كبيراً في تطوير تقنيات التصنيع الخاصة بها. (أشار المزيد من التحليل إلى أن هواوي وSMIC ما زالتا تعتمدان على الموردين الأجانب).

لكن تقريرًا نشره هذا الأسبوع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن العاصمة، قال إن الحكومة الصينية بدأت بالفعل في زيادة الاستثمار في صناعة الرقائق المحلية قبل أن تبدأ الحكومة الأمريكية في تضييق الخناق على وصول البلاد إلى أشباه الموصلات المتقدمة. كما أشار التقرير إلى أن الصين خطت خطوات أكبر في القطاعات التي لا تخضع لضوابط التصدير، مثل تصنيع الخلايا الشمسية والمركبات الكهربائية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version