عكاظ/جريدة السعودية
جدة — قضت محكمة الاستئناف في منطقة عسير جنوبي البلاد، بالسجن خمس سنوات على طبيب سوري أدين بالتحرش الجنسي بممرضة فلبينية، والتشهير به عبر وسائل الإعلام. وأصدرت محكمة الاستئناف الحكم بعد أن اعتبرت الحكم السابق للمحكمة الابتدائية غير مهم.
وقضت المحكمة الجزائية بمنطقة عسير، في حكمها، بالسجن لمدة عام مع غرامة مالية قدرها 5000 ريال للطبيب، بعد إدانته بالتحرش بالممرضة من خلال لمس جسدها بقصد جنسي. كما قضت المحكمة بنشر ملخص الحكم في وسائل الإعلام المحلية على نفقة المحكوم عليه بعد استكمال الإجراءات القضائية في القضية. كما أعطت للطرفين الحق في الاعتراض على الحكم أمام محكمة الاستئناف.
وعليه، تقدم الطبيب السوري إلى محكمة الاستئناف متوسلاً بتبرئته فيما اعترضت النيابة العامة على الحكم وطالبت بأقصى عقوبة سجن خمس سنوات المنصوص عليها في قانون مكافحة التحرش. وبعد النظر في القضية، خلصت محكمة الاستئناف إلى أن العقوبة التي فرضتها المحكمة الابتدائية كانت خفيفة. وعليه، وبالنظر إلى المادة السادسة من قانون مكافحة التحرش، حكمت المحكمة على الطبيب المدان بالسجن لمدة خمس سنوات.
وعلمت صحيفة عكاظ/سعودي جازيت من مصادر مطلعة أن الممرضة الفلبينية، التي تعمل مع الطبيب في أحد المستشفيات الخاصة بمنطقة عسير، تقدمت بشكوى إلى إدارة المستشفى، قائلة إن الطبيب تحرش بها جنسيا. كما قدمت الممرضة التماسًا إلى الشرطة تفيد فيها بأنها تعرضت للمضايقة من قبل طبيب لمس وضغط على جزء حساس من جسدها أثناء العمل في مكان عملها. وأشارت إلى أن الطبيب أرسل لها رسالة نصية من هاتفه يعتذر فيها عما فعله، ويقول إنه كان يمزح معها فقط. وأرفق صاحب الشكوى نسخة من الرسالة مع الالتماس.
وخلال التحقيقات في القضية، أمرت النيابة العامة سلطات المستشفى بإيقاف الطبيب عن الخدمة، لأن التحرش جريمة كبرى تستوجب الاعتقال. وبعد القبض عليه، أحالت النيابة العامة القضية إلى محكمة الجنايات. وعندما تنازلت الممرضة عن حقها الخاص، قررت النيابة العامة السير في الدعوى تحقيقاً للصالح العام. وأفاد المدعي العام أن الطبيب تعمد لمس جزء حساس من جسد الممرضة، مما أدى إلى بكائها. وقالت في دعواها إنها ليست المرة الأولى التي يلمسها فيها الطبيب، إذ سبق له أن تحرش بها لفظيا وعرض عليها مبلغ 1000 ريال مقابل قضاء أمسية معه في منزله.
قالت الممرضة إنه لم يكن هناك شهود أو لقطات كاميرات المراقبة للحادث، لكنها احتفظت برسائل الاعتذار التي أرسلها لها الطبيب عبر تطبيق واتساب. وقررت التنازل عن حقها الخاص، معتبرة أن لمس الطبيب لها كان خطأ.
ومثلت رئيسة قسم التمريض للإدلاء بشهادتها أمام النيابة العامة، تفيد أنها تلقت شكوى الممرضة وأنها وجدتها تبكي بسبب ما حدث لها من جهة الطبيب. وأبرزت النيابة العامة رسائل الواتساب المتبادلة بين الطبيب والممرضة. وتضمنت المحادثة سؤال الممرضة للطبيب: “يا دكتور، لماذا لمست عضوي التناسلي بالأمس؟ لم أستطع النوم بسبب ما فعلته.” يجيب الطبيب: “أنا آسف، لقد كانت مجرد مزحة. من فضلك تعال غدا. سألت عنك فقالوا لي أنك مريض وحاولت الاتصال بك ولم ترد. أنا آسف، أشعر بالخجل، وأحترمك، وأقسم أنني كنت أمزح. هل أخبرت أحداً عن ذلك؟ هل أخبرت إدارة المستشفى؟ هل قدمت شكوى ضدي؟”
وبعد الاستماع إلى أقوال أحد رجال الشرطة، اعترف الطبيب بأنه لمس جزءًا حساسًا من جسد الممرضة لمجرد المزاح، وأرسل لها اعتذارًا عبر الواتساب. وأثناء التحقيق معه اعترف الطبيب بأنه لمس يدها وكتفها بالخطأ. واعترف المتهمون بذلك لإدارة المستشفى بعد أن هددوا بإحالة الواقعة إلى الشرطة. لقد عاد وغير البيان. واعترف بأنه لمس جزء حساس من جسدها مازحا. ونفى مضايقتها أو عرض عليها 1000 ريال مقابل قضاء أمسية معه.
وأنهت النيابة العامة التحقيق ووجهت للطبيب تهمة التحرش الجنسي في مكان العمل. وقالت إن فعل الطبيب محظور بموجب الشريعة ويعاقب عليه بموجب المادة 1 من قانون مكافحة التحرش. وقدمت 5 أنواع من الأدلة، بما في ذلك الأدلة الرقمية، أمام المحكمة. ونفى الطبيب التهم أمام المحكمة مؤكدا أن ادعاء التحرش غير صحيح. ودفع بأن ما ارتكبه كان خطأ غير مقصود ولم يكن هناك قصد إجرامي يتمثل بالعلم والإرادة.
ودفعت النيابة بأن عقوبة جريمة التحرش، إذا وقعت الجريمة في مكان عمل أو دراسة أو مأوى أو رعاية، هي السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات، أو الغرامة التي تصل إلى 300 ألف ريال.
“يجب على الجهات المعنية في القطاع الحكومي والقطاع الخاص وضع الإجراءات اللازمة لمنع ومكافحة التحرش في إطار بيئة العمل، ولكل من يتم إبلاغه بحالة تحرش أن يبلغ الجهات المختصة” وقالت النيابة العامة في بيان لها: “اتخذوا ما يرونه ضروريا”.