فسألته في حيرة من أمري: تقصد كم عمري؟
قالت: “نعم”.
“50.”
قالت: “ستنضم إلى فريق شاب تقدمي، لكنك تبدو أصغر سنًا بكثير، لذلك أعتقد أنك ستكون مناسبًا تمامًا”.
تحولت حماستي إلى تخوف عندما انتهينا من المقابلة.
أثناء عودتي إلى المنزل، كانت كلماتها المزعجة تدور في ذهني، وتذكرت تعليقات سيرتي الذاتية التي تلقيتها من وكالة توظيف قبل شهر. قالوا: “أزل التواريخ لتجنب التحيز على أساس السن”. لقد غمرني القلق. هل كان من الممكن أن يعيقني عمري عن فرص العمل؟ لقد أرعبتني الفكرة.
في تلك الليلة، شاركت تجربة المقابلة مع شريكي.
قال: “هذا أمر مثير للسخرية”. “أنت لا تزال شابًا ومليئًا بالطاقة ولديك الكثير لتقدمه.”
ورغم جهوده لإسعادي، إلا أن تاريخنا الصعب كان معلقًا بيننا. بالنظر إلى أننا لم نكن حميمين منذ سنوات، وشعرت أن علاقتنا كانت على وشك الانهيار، لم أستطع إلا أن أتساءل عما إذا كان عمري قد لعب دورًا في ذلك أيضًا. الأدلة المتزايدة أثقلتني.
ومع مرور الأسابيع – ولم أحصل على الوظيفة – واصلت البحث عن وظيفة ومساعي في الكتابة، لكن ثقتي تضاءلت. مع خيبة الأمل والشك في النفس كرفاقي الدائمين، شعرت بأنني أحمق لمجرد محاولتي. بدا واضحًا أنه في مثل عمري، لن أكون الخيار الأول لأي شخص.
وبعد شهر، ذهبت، قلقًا ومكتئبًا ومتعثرًا، لرؤية معالج نفسي للحصول على المساعدة. معالج نفسي متمرس حاصل على درجة الماجستير في الإرشاد وشهادة في العلاج الزواجي والأسري، كان يستمع بصبر.
وقال: “يبدو أنك تحمل عبئا عاطفيا ثقيلا في محاولة للتغلب على تعقيدات منتصف العمر، والتمييز على أساس السن، والمشاكل في علاقتك”.
تنفست الصعداء العميق والامتنان بمجرد سماعه يؤكد صحة ما مررت به.
ومع استمرار الجلسة، أخبرني معالجي النفسي – الذي يستخدم عادةً مزيجًا من العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري – عن علاج جديد أدرجه في ممارسته يسمى “العلاج بالسينما”.
ووصف العلاج بالسينما بأنه أداة فنية تعرض الأفراد لصعوباتهم من خلال شخصيات في الأفلام تتعامل مع قضايا مماثلة، وبالتالي تشجيع العملاء على رؤية تحدياتهم في ضوء مختلف. سألني إذا كنت على استعداد لتجربته.