أعلن المشاركون في المؤتمر الدولي السابع بشأن “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” الذي احتضنته بروكسل، اليوم الخميس، تقديم مساعدات إضافية بقيمة 10.3 مليارات دولار للسوريين المتضررين من الجوع والفقر والحرب في بلادهم.
وتعهد الاتحاد الأوروبي -في ختام المؤتمر المنعقد بمقر البرلمان الأوروبي بهدف جمع الأموال لإغاثة اللاجئين السوريين- بتقديم مبلغ أولي قدره 600 مليون دولار لعام 2024، من المقرر أن يرتفع خلال الأشهر المقبلة، مع إضافة مساهمات أخرى.
وخلال المؤتمر دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -في رسالة مصورة بعثها إلى المشاركين- المجتمع الدولي إلى تقديم دعم للمنظمة من أجل مساندة الشعب السوري، مؤكدا أهمية إيصال المساعدات عبر الحدود دون انقطاع.
وقال غوتيريش “ساعدونا لمساعدة الشعب السوري، فنحن بحاجة إلى 11.1 مليار دولار”.
عودة اللاجئين
كما دعت تركيا خلال المؤتمر المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي إلى “التعاون من أجل عودة السوريين إلى بلدهم”.
وقال السفير التركي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فاروق قايماقجي، خلال المناسبة، إن الزلزال الذي ضرب تركيا في 6 فبراير/شباط الماضي وأثر على سوريا، أظهر مرة أخرى الحاجة الملحة إلى ضمان استقرار البلاد وتسريع العملية السياسية فيها.
وأشار إلى أهمية المؤتمر باعتباره منصة لتقديم الدعم للسوريين والدول المجاورة التي تستضيفهم.
وشدد المسؤول التركي على أن طريق حل الأسباب الرئيسية للمشكلة في سوريا هو من خلال تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، لافتا إلى أهمية المساعدات العابرة للحدود إلى شمال غربي سوريا، ومشيرا إلى أن قبول النظام في دمشق فتح بوابتين حدوديتين إضافيتين كان موضع ترحيب.
لا تغيير تجاه الأسد
من ناحية أخرى، أكد الاتحاد الأوروبي -خلال المؤتمر- أن سياسته لن تتغير تجاه النظام السوري حتى إيجاد حل سياسي للأزمة في البلاد.
جاء ذلك على لسان الممثل الأعلى للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل.
وجدد بوريل التأكيد على تخصيص أكثر من 1.6 مليار دولار لعام 2023 في شكل مساعدات للسوريين داخل بلادهم وللاجئين في المنطقة والبلدان التي تستضيفهم.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي سيدعم جهود ضمان محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في سوريا خلال الحرب الممتدة منذ 12 عاما، وكشف مصير المفقودين.
وبخصوص قرار الجامعة العربية قبول عضوية النظام السوري مجددا، قال بوريل “حدث تطبيع بين عدد من الدول العربية والنظام في دمشق، ونتابع مبادرات تركيا لإيجاد حلول لبعض مخاوفها من خلال التواصل مع النظام السوري، ولكن هذا ليس الطريق الذي سيختاره الاتحاد الأوروبي”.
وشدد على عدم وجود ظروف لتغيير الاتحاد الأوروبي سياسته تجاه سوريا، مضيفا “الدول الأعضاء متفقة بهذا الخصوص، وقد تكثفت فعليا العقوبات على النظام السوري مؤخرا، وستتواصل”.
من جهته، قال مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش، والمسؤول عن المساعدات الإنسانية التي يقدمها التكتل، إن “التمويل الإنساني لسوريا لا يسير بالسرعة ذاتها لوتيرة الاحتياجات المتزايدة”.
احتياجات ضخمة
ووصفت 3 منظمات في الأمم المتحدة الاحتياجات في سوريا بأنها “ضخمة” وقالت إن عُشر التمويل المطلوب فقط هو الذي تم تأمينه حتى الآن لمشروعات عام 2023 لمساعدة السوريين في الداخل واللاجئين منهم في المنطقة.
وذكر بيان مشترك من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر، حيث يدير الثلاثة الاستجابة التي تقودها الأمم المتحدة للأزمة في سوريا، أن “المزيد من المساعدة للشعب السوري وللدول التي تستضيفهم (اللاجئين) أمر ضروري.. الاحتياجات ضخمة”.
وقال المسؤولون الثلاثة بالأمم المتحدة إنهم يأملون في الحصول على تعهدات بذات قدر تلك التي تم تقديمها لسوريا وجيرانها في مؤتمر مماثل العام الماضي وبلغت 6.7 مليارات دولار.
وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 14 مليون سوري فروا من منازلهم منذ 2011 ولا يزال نحو 6.8 ملايين نازحين داخل سوريا التي يعيش فيها كل السكان تقريبا تحت خط الفقر.
كما يعيش نحو 5.5 ملايين لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.