انضم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تصاعد الانتقادات الأوروبية الموجهة للملياردير إيلون ماسك، متهمًا إياه بالتدخل المباشر في العمليات الديمقراطية داخل القارة الأوروبية، بما في ذلك الانتخابات الفيدرالية المبكرة في ألمانيا المقرر عقدها الشهر المقبل.
وجاءت تصريحات ماكرون ضمن خطاب أمام السفراء الفرنسيين، حيث عبّر عن قلقه من تأثير منصات التواصل الاجتماعي على الاستقرار الديمقراطي، دون ذكر ماسك بالاسم، لكنه أشار بوضوح إلى أفعاله.
وقال ماكرون: “منذ عشر سنوات، من كان يتصور أن مالك إحدى أكبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم سيصبح داعمًا لحركة رجعية دولية ويتدخل بشكل مباشر في انتخابات دول مثل ألمانيا؟”
ويشارك ماكرون هذا القلق مع قادة آخرين، حيث أعرب رئيس وزراء النرويج، يوناس جار ستوره، عن استيائه من تصرفات ماسك، وصرح قائلاً: “من المقلق أن شخصًا يمتلك هذه الموارد الاقتصادية الضخمة ونفوذًا هائلًا على وسائل التواصل يتدخل بهذا الشكل المباشر في الشؤون الداخلية لدول أخرى. هذا ليس ما ينبغي أن يكون بين الديمقراطيات والحلفاء.”
وفي مؤتمر صحفي ببرلين، ذكرت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أن تأثير ماسك على الناخبين محدود، مضيفة: “الأغلبية في هذا البلد من الأشخاص العقلاء الذين لا يتأثرون بالشائعات أو الأكاذيب.”
وكانت برلين قد اتهمت ماسك الأسبوع الماضي بمحاولة التأثير على الانتخابات الألمانية من خلال مقال رأي مثير للجدل نشره في صحيفة Welt am Sonntag، حيث عبّر عن دعمه الصريح لحزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) اليميني المتطرف، ووصفه بأنه “آخر بارقة أمل لإنقاذ ألمانيا”.
ومن المقرر أن يظهر ماسك في لقاء مباشر عبر منصته X مع زعيمة الحزب، أليس فايدل، ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية. وفي منشور سابق، وصف ماسك المستشار الألماني أولاف شولتز بأنه “أحمق”، كما وصف الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بـ”الطاغية المعادي للديمقراطية”.
ردًّا على ذلك، وصف نائب المستشار الألماني، روبرت هابيك، دعم ماسك لحزب البديل بأنه محاولة منه لإضعاف أوروبا بهدف تجنب المزيد من تنظيم منصات التكنولوجيا الكبرى. أما شولتز فقد أكد في مقابلة مع مجلة Stern أنه لا ينوي التواصل مع ماسك، قائلاً: “لا أؤمن بمحاولة استمالة ماسك. أترك هذا الأمر للآخرين. القاعدة هي: لا تُطعم المتصيدين.”
وفي بريطانيا، ردّ رئيس الوزراء كير ستارمر على الهجمات المتكررة من ماسك، والتي ركزت على قضايا تتعلق بفضائح إساءة معاملة الأطفال خلال فترة عمل ستارمر كرئيس للنيابة العامة، حيث طالب ماسك بإجراء تحقيق جديد ودعا إلى استقالة رئيس الوزراء البريطاني.
وقال ستارمر: “لن أخصص الأمر لإيلون ماسك وحده، لكن هناك خطوطًا تجاوزها البعض.” وفي رد جديد، وصف ماسك رئيس الوزراء البريطاني بأنه “شخص بغيض للغاية” عبر منشور آخر على X.
تشير هذه الأحداث إلى تصاعد الجدل حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على السياسة الأوروبية، وسط مخاوف من تدخلات تؤثر على المسار الديمقراطي في القارة.