تعهدت عدة دول ومنظمات مشاركة في مؤتمر مانحي السودان والذي تستضيفه جنيف، الاثنين، بتقديم مساعدات إنسانية ومالية يحتاجها سكان البلاد.

وعقد مؤتمر لدعم الاستجابة الإنسانية للأزمة في السودان برئاسة السعودية وقطر ومصر وألمانيا والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

ووجّهت الأمم المتحدة نداءين لمعالجة الأزمة عبر الاستجابة الإنسانية داخل السودان والاستجابة لاحتياجات اللاجئين في الدول المجاورة، معلنة عن حاجتها إلى 3 مليارات دولار هذا العام لم تحصل سوى على أقل من 17% منها.

تضامن مصري

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن “مصر تؤكد تضامنها مع الشعب السوداني الشقيق لتجاوز المحنة الراهنة”، لافتاً إلى أنها “لن تدخر جهداً لمساعدة الشعب السوداني وتمكينه من الحصول على ما يستحقه من حياة كريمة في دولة آمنة ومستقرة”.

وذكر أن “مصر قدمت 300 طن من المساعدات الطبية والغذائية العاجلة، بالإضافة إلى تسهيل إجلاء نحو 10 آلاف أجنبي من العاملين في البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية واستقبال ما يربو على ربع مليون سوداني، أي ما يعادل 60% من إجمالي الفارين من أعمال العنف”.

وحث وزير الخارجية، المجتمع الدولي، على “ضرورة توفير المساعدات الإغاثية العاجلة للسودان، وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروعات تنموية لدعم صمود المجتمعات المضيفة للأشقاء السودانيين في دول الجوار وتحقيق التعايش السلمي والتناغم المجتمعي فيها”.

وأشار إلى أن القاهرة “تستمر في توفير موارد ضخمة، لضمان تشغيل المعابر الحدودية بشكل دائم لاستقبال الأعداد غير المسبوقة من الفارين من الصراع وتقديم الخدمات والمساعدات الطبية والغذائية والنفسية العاجلة لهم”.

وذكر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في كلمة له خلال المؤتمر، أن “الشعب السوداني  يتطلع إلى ما سيسفر عنه مؤتمر المانحين من تعهدات يَطمح أن يتم تقديمها عاجلاً لتعينه على مواجهة التحديات الإنسانية والظروف القاسية التي يعيشها، خاصة مع تفاقم المعاناة بسبب الأحداث التي يشهدها السودان”.

ولفت إلى أن بلاده “استضافت أطراف النزاع في جدة في مايو الماضي بمبادرة سعودية – أمريكية لحث طرفي الصراع على الحوار، وخفض مستوى التصعيد في السودان”، في إِشارة إلى الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ولفت إلى أن المركز “قام يتسيير جسر جوي وصل حتى، الاثنين، إلى 13 طائرة وكذلك جسر بحري وصل إلى باخرتين حملت على متنها المواد الغذائية والصحية والإيوائية وغيرها من الاحتياجات، بالإضافة إلى إطلاق حملة شعبية عبر منصة (ساهم) التابعة للمركز”.

وأضاف أن “المملكة بادرت منذ بداية الأزمة السودانية بتنفيذ أول عمليات إجلاء بحري للعالقين في السودان من المواطنين ورعايا الدول الشقيقة، ما أسهم في انقاذ 8455 شخصاً من 110 دولة”.

دعم قطري وأوروبي

من جهته، أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، تعهد قطر بتقديم مساعدات للسودان بقيمة 50 مليون دولار، فيما تعهدت وزيرة الدولة الألمانية للشؤون الخارجية، كاتيا كول، بتقديم مساعدات إنسانية للسودان والمنطقة بقيمة 200 مليون يورو حتى عام 2024.

كما تعهد الاتحاد الأوروبي في بيان بتقديم 190 مليون يورو مساعدات إنسانية وتنموية إلى السودان، مشيراً إلى أن “52 مليون يورو من المساعدات لدعم الفئات الأكثر ضعفاً في الأزمة التي تشهدها البلاد منذ 15 أبريل الماضي”، بالإضافة إلى “8 ملايين يورو لدعم جيران السودان في التعامل مع وصول النازحين الفارين من القتال”.

كما سيتم تخصيص 130 مليون يورو، لمجالات التعاون الإنمائي، ودعم الأمن الغذائي والصحة للأشخاص الأكثر ضعفاً، بحسب البيان الأوروبي.

قلق أممي

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أعرب عن قلقه إزاء البعد العرقي للعنف في ولاية غرب دارفور بالسودان، محذراً من أن مهاجمة المدنيين على أساس انتماءاتهم العرقية “قد يرقى لحد الجرائم ضد الإنسانية”.

وأضاف جوتيريش خلال الفعالية التي تهدف لجمع التمويل للعمليات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في السودان “أنا قلق على وجه الخصوص بشأن أنباء وقوع عنف جنسي وعلى أساس النوع، وكذلك إزاء البعد العرقي للعنف في الجنينة”.

وأشار إلى أن العنف ضد عمال المساعدات والهجمات على البنية التحتية المدنية والإمدادات الإنسانية، “يجب أن يتوقف”.

وقال جوتيريش إنّ “حجم وسرعة غرق السودان في الموت والدمار غير مسبوق، دون دعم إضافي قوي يمكن أن يصبح السودان بسرعة مكاناً لانعدام القانون ولنشر عدم الأمان في أنحاء المنطقة”.

وأعلن منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة بالأمم المتحدة، مارتن جريفيث، تخصيص 22 مليون دولار إضافية للاحتياجات الإنسانية ذات الأولوية في السودان.

وأسفر النزاع منذ اندلاعه في 15 أبريل الماضي في السودان، بمقتل أكثر من 2000 شخص، وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظّمات دوليّة.

ووفق تقديرات الأمم المتّحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان البالغ عددهم نحو 45 مليوناً، للمساعدة، في بلد كان يُعدّ من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل اندلاع النزاع.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version