يصادف ، اليوم الخميس، الثاني من نوفمبر 2023، الذكرى الـ 106 لصدور وعد بلفور الذي بموجبه أعطت بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن لهم في فلسطين لتنطبق مقولة أعطى من لايملك من لا يستحق.
قصة وعد “ من لايملك لمن لا يستحق”
وكان “إعلان بلفور” بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين؛ استجابة مع رغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب فلسطين المالك والمتجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين، وفق ما نشرته وكالة وفا الفلسطينية.
وجاء الإعلان على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك، آرثر جيمس بلفور في حكومة ديفيد لويد جورج في الثاني من نوفمبر عام 1917، إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، واستطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ على مصالحها في المنطقة.
وكانت الحكومة البريطانية قد عرضت نص اعلان بلفور على الرئيس الأميركي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا سنة 1918، ثم تبعها الرئيس الأميركي ولسون رسميا وعلنيا سنة 1919، وكذلك اليابان، وفي 25 أبريل سنة 1920.
ووافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب.
وفي 24 من شهر يوليو عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 سبتمبر 1923، وبذلك يمكننا القول إن اعلان بلفور كان وعدا غربيا وليس بريطانيا فحسب.
في المقابل اختلفت ردود أفعال العرب تجاه الاعلان بين الدهشة، والاستنكار، والغضب، وبهدف امتصاص حالة السخط والغضب التي قابل العرب بها إعلان بلفور.
وأرسلت بريطانيا رسالة إلى الشريف حسين، بواسطة الكولونيل باست، تؤكد فيها الحكومة البريطانية أنها لن تسمح بالاستيطان اليهودي في فلسطين إلا بقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، ولكنها في الوقت نفسه أصدرت أوامرها إلى الإدارة العسكرية البريطانية الحاكمة في فلسطين، أن تطيع أوامر اللجنة اليهودية التي وصلت إلى فلسطين في ذلك الوقت برئاسة حاييم وايزمن خليفة هرتزل، وكذلك عملت على تحويل قوافل المهاجرين اليهود القادمين من روسيا وأوروبا الشرقية إلى فلسطين، ووفرت الحماية والمساعدة اللازمتين لهم.
ولم يستسلم الشعب الفلسطيني فلم يستسلم للوعود والقرارات البريطانية والوقائع العملية التي بدأت تفرض على الأرض من قبل الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة، بل خاض ثورات متلاحقة، كان أولها ثورة البراق عام 1929، ثم تلتها ثورة 1936.
من جهتها، اتخذت الحركة الصهيونية العالمية وقادتها من هذا الوعد مستندا قانونيا لتدعم به مطالبها المتمثلة، في إقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وتحقيق حلم اليهود بالحصول على تعهد من إحدى الدول الكبرى بإقامة وطن قومي لهم، يجمع شتاتهم بما ينسجم وتوجهات الحركة الصهيونية.
وبعد انتقالها من مرحلة التنظير لأفكارها إلى حيز التنفيذ في أعقاب المؤتمر الصهيوني الأول، الذي عقد في مدينة بازل بسويسرا عام 1897، والذي أقرّ البرنامج الصهيوني، وأكد أن الصهيونية تكافح من أجل إنشاء وطن للشعب اليهودي في فلسطين.
وتبدو الإشارة إلى إعلان بلفور في نص وثيقة الاستقلال المعلنة مع قيام دولة إسرائيل، دليلا فصيحا على أهمية هذا الوعد بالنسبة لليهود، حيث نقرأ في هذه الوثيقة: “الانبعاث القومي في بلد اعترف به وعد بلفور…”.
وتمكن اليهود من استغلال من وعد آرثر بلفور المعروف بقربه من الحركة الصهيونية، ومن ثم صك الانتداب، وقرار الجمعية العامة عام 1947، القاضي بتقسيم فلسطين ليحققوا حلمهم بإقامة إسرائيل في الخامس عشر من مايو عام 1948.
وليحظى هذا الكيان بعضوية الأمم المتحدة بضغط الدول الكبرى، ولتصبح إسرائيل أول دولة في تاريخ النظام السياسي العالمي التي تنشأ على أرض الغير، وتلقى مساندة دولية جعلتها تغطرس في المنطقة، وتتوسع وتبتلع المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية، وتبطش بمن تبقى من الشعب الفلسطيني على أرضه دون رحمة.
واعلان بلفور أعطى وطنا لليهود وهم ليسوا سكان فلسطين، حيث لم يكن في فلسطين من اليهود عند صدور التصريح سوى خمسين ألفا من أصل عدد اليهود في العالم حينذاك، والذي كان يقدر بحوالي 12 مليونا، في حين كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز 650 ألفا من المواطنين الذين كانوا، ومنذ آلاف السنين يطورون حياتهم في بادية وريف ومدن هذه الأرض.
لكن الوعد الظالم تجاهلهم ولم يعترف لهم إلا ببعض الحقوق المدنية والدينية، متجاهلا حقوقهم السياسية والاقتصادية والإدارية في أراضي فلسطين وأنهم الملاك الحقيقين لهذه البلد.
اخر مجازر الاحتلال في فلسطين
الجدير بالذكر أن المقاوزمة الفلسطينية شنت أقوي هجوماً في يوم 7 أكتوبر من العام الجاري في تل أبيب.
ولم يقف الاحتلال متفرجاً بل كان رده على هذا الهجوم من أكثر الردود بشاعة وفظاعة حيث شن هجوماً واسعاً على قطاع غزة.
وضرب الاحتلال بيوت المدنين العزل وقتلوا ألاف الأطفال في مجازر طالت 8796 شهيد و22219 مصابا.
مجزرة مستشفى المعمداني
وارتكب جيش الاحتلال الاسرائيلي جريمة بشعة أدت لاستشهاد ما يزيد عن 1000 فلسطيني وعدد كبير من الإصابات، وذلك بعد قصف جيش الاحتلال الاسرائيلي لمستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في حي الزيتون بمدينة غزة.
وكانت مستشفى الأهلي المعمداني، تضم عددًا من النازحين من منازلهم بعد تدميرها خلال غارات الاحتلال الإسرائيلي، وكانت تضم ما يقرب من 5 آلاف شخص، إلي جانب وجود المرضي والجرحى.
و قصف طائرات جيش الاحتلال الاسرائيلي، علي مستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في حي الزيتون بمدينة غزة، والتي أسفرت عن استشهاد ما يزيد على 1000 فلسطيني وعدد كبير من المصابين.
مصر تدين القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي المعمداني
وأدانت مصر بأشد العبارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية مساء يوم الثلاثاء ١٧ أكتوبر الماضي، القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا الأبرياء والجرحى والمصابين من المواطنين الفلسطينيين في غزة.
واعتبرت مصر هذا القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية، انتهاكاً خطيراً لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية، مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لسياسات العقاب الجماعي ضد أهالي قطاع غزة.
وطالبت مصر جميع دول العالم، لاسيما الدول الكبرى وذات التأثير، بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات وإدانتها بلا مواربة، ومطالبة إسرائيل بالتوقف عن استهداف محيط معبر رفح لتمكين مصر ومن يرغب من باقي الدول والمنظمات الدولية والإغاثية لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في أسرع وقت.
مجزرة جباليا
قالت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم، إن هناك نحو 1000 شهيد وفقيد ومجروح حصيلة مجزرة جباليا.
وقد أفاد راديو “صوت فلسطين” بحدوث مجـ زرة جديدة في جباليا بعد مجـ زرة ضخمة أمس الأول، الثلاثاء.
وذكر راديو صوت فلسطين أن عشرات الشهداء والجرحى ارتقوا في مجـ زرة ثانية خلال 24 ساعة جراء عدوان طائرات الاحتلال على مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
واستشهد في جباليا أمس، الأربعاء، نحو 400 شهيد في غارات الاحتلال الصهيوني على المكان.
وصفت وكالة الأمم المتحدة المخصصة للاجئين الفلسطينيين الأونرا وقف إطلاق النار الإنساني الفوري بأنه “مسألة حياة أو موت بالنسبة للملايين”، وفق ما ذكرت صحيفة عبرية.