اعتقد الاسكتلندي ماثيو هيكس أنه مصاب بنزلة برد، واكتفى بتناول أقراص خافضة للحرارة ومسكنات، ولكن بعد تدهور حالته ونقله إلى المستشفى تم تشخيصه بالإصابة بمرض الإنتان، وهي حالة مرضية خطيرة لا يستجيب الجسم فيها للعدوى بشكل صحيح، والبكتيريا العقدية “A” والالتهاب الرئوي وعندما توقف الدم عن الوصول إلى قدميه، اضطر الأطباء إلى بتر ساقيه، بحسب ما نشرته صحيفة “ميرور” Mirror البريطانية.
علاج منزلي خاطئ
في البداية، تناول ماثيو هيكس بعض الباراسيتامول عندما أصيب بارتفاع في درجة الحرارة في مارس/آذار من هذا العام، وبعد التراجع في حالته الصحية، قامت زوجته راشيل في النهاية بطلب سيارة إسعاف نقلته إلى مستشفى أبردين الملكي حيث اكتشف الأطباء أنه مصاب بالإنتان والبكتيريا العقدية A والتهاب رئوي في الفص الأيمن من الرئة.
ماثيو بحفل زواجه – نقلا عن ميرور
غيبوبة لإنقاذ الحياة
وسارع الأطباء إلى وضع ماثيو في غيبوبة عندما بدأت أعضاؤه بالتوقف عن أداء وظائفها لإنقاذ حياته، وبعد إفاقته من الغيبوبة بعد أسبوعين، أخبره الأطباء أن الدم لم يعد يصل إلى قدميه وأنهم بحاجة إلى بتر ساقيه تحت الركبة.
قال هيكس، في حديث أدلى به لصحيفة “ديلي ريكورد”، إنه لم يفهم “حقًا ما كان يحدث عندما أخبره الأطباء بقرار بتر قدميه”، مشيرًا إلى أنه “شعر بصدمة كاملة” بعد إتمام الجراحة لكنه كان “يائسًا ولم يحاول إبعادهم”.
ماثيو مع ابنته إيفي – نقلا عن صحيفة ميرور
محنة عائلية
ولم تتمكن إيفي ابنة هيكس، البالغة من العمر ثلاثة أعوام، من رؤية والدها لمدة سبعة أسابيع، والتي قالت زوجته راشيل إنها كانت أصعب شيء خلال كل فصول المأساة.
وروت زوجة هيكس، البالغة من العمر 36 عامًا، فصول محنتها العائلية قائلة: “تم نقله مباشرة إلى وحدة العناية المركزة وقيل لي إنه في حالة حرجة”، معبرة عن دهشتها وانزعاجه بخاصة وأن زوجها كان “عادة ما يكون لائقًا وصحيًا”، وأنه كان يشتكي فقط من نزلة برد شديدة وارتفاع في درجة الحرارة وكان يشعر ببعض التحسن بفضل أقراص الباراسيتامول، لذلك اعتقد كلاهما أنه بخير.
جهاز دعم الحياة
وأضافت أنها لم تتصور “مدى خطورة الأمر، إذ أدخله الأطباء في غيبوبة”، وقيل لها إنه لم يكن هناك أي تحسن وأنهم، كملاذ أخير، سيستخدمون جهازًا يسمى ECMO للمساعدة في إبقائه على قيد الحياة”، ويوفر هذا الجهاز دعمًا للجهاز التنفسي وقلب المريض عن طريق تزويد الدم بالأكسجين خارج الجسم.
وأردفت قائلة إن الطبيب المعالج كان “صادقًا بشكل مؤلم”، حيث أخبر الأسرة أنه إذا لم يساعد جهاز ECMO في استقرار أعضاء هيكس، فلن يتبق لديه خيارات أخرى.
وتابعت راشيل قائلة إنها وباقي أفراد العائلة أطبق عليهم حالة من الصمت وعدم التصديق، لكنهم شعروا بارتياح شديد عندما قيل لهم إن هيكس قد نجح في تخطي مرحلة الخطر، ثم تلقوا بعدئذ المزيد من الأخبار السيئة عن بتر ساقيه، مؤكدة أنها لم تعتقد أن “الأمور ستسير على هذا النحو للحظة واحدة”.
نسبة عمل القلب 34%
واختتمت زوجة هيكس قائلة إنه “كان قويًا ومدهشًا للغاية. وكان موقفه إيجابيًا للغاية”، مشيرة إلى أن تركيز الرئيسي ينصب على ابنتهما إيفي، التي تعد مصدر إلهامه بالقوة لتخطي الأزمة، بخاصة وأنه أصيب أيضًا بعد فترة العلاج، التي امتدت إلى 12 أسبوعًا، بحالة قلبية نتيجة للإنتان الشديد الذي تسبب في ضعف عمل قلبه والذي لم يتجاوز نسبة 34% وهو ما يرى الأطباء أن الوقت فقط هو الذي سيحدد التأثير الذي سيطرأ عليه.