أثار انقسام تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” الاثنين، واتجاه مجموعة منها لدعم تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع جدلاً واسعًا على المنصات، حيث اعتبر مدونون أن هذا التحرك يساهم في تعزيز وحدة السودان، في حين اعتبر آخرون أنه يساهم في تقسيمها.
ونشرت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بياناً على “فيسبوك”، أوضحت فيه أنها عقدت اجتماعًا ناقش تصور إقامة حكومة، وانتهى لإجازة التقرير الذي أعدته الآلية السياسية للتنسيقية، والذي خلص إلى وجود موقفين متباينين في قضية الحكومة، إذ قرر الاجتماع فك الارتباط بين أصحاب الموقفين ليعمل كل منهما تحت منصة منفصلة سياسياً وتنظيمياً باسمين جديدين.
وجاء في البيان: “سيعمل كل طرف اعتباراً من تاريخه، حسب ما يراه مناسباً ومتوافقاً مع رؤيته حول الحرب وسبل وقفها وتحقيق السلام الشامل الدائم، وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي والتصدي لمخططات النظام السابق وواجهاته”.
وأدّت الدعوات إلى تشكيل حكومة موازية في مواقع سيطرة قوات الدعم السريع، إلى انقسام بين مكونات تنسيقية “تقدم” حيث أيدتها الجبهة الثورية التي تضم حركات مسلحة في دارفور وقوى من شرق السودان، علاوة على أجسام ومنظمات مجتمع مدني -وفق وسائل إعلام محلية-.
وبعد نشر البيان، تفاعل سياسيون وناشطون عبر المنصات السودانية، حيث قال الناشط علي حميدة عبر فيسبوك: “انقسام تقدم فشل واضح وصريح للقوى المدنية المكونة له، وسيربك المشهد مستقبلاً ويساهم في تقسيم البلاد بتكوين حكومة تحتمي بسلاح الجنجويد، وستولد ميتة، ولن تجد أي مشروعية داخلية كانت أم خارجية”.
خطوة جريئة ومباركة فك الارتباط باي مكون مدني داخل تنسيقية تقدم ينحاز لأي من طرفي القتال أو يشد من أزرهم أو يوافقهم ذات الطرح النأي بعيدا عن طرفي القتال واجب المرحلة ونبارك هذه الخطوة الشجاعة والمسؤلة طرفي القتال فاقدين للشرعية واي حكومة تتكون من قبلهما باطلة #لاللحرب
— المليونية (@Sofey19) February 12, 2025
وغرد القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي، إبراهيم الميرغني عبر حسابه على منصة إكس: “الأسلوب المتحضر والطريقة المسؤولة التي تم بها فض الارتباط بين طرفي “تقدم” ستكون نقطة مضيئة في تاريخنا السياسي، تبين كيف يُدار الاختلاف إذا كان الهدف هو الوطن ومصلحته”، وقال الصحفي محمد المبروك: “الانقسام في تقدم لا يعني تغير موقفهم من التحالف مع مليشيا الدعم السريع، وهذا يفسر الفراق الناعم بينهما، ويفسر عدم تعاملنا معه بجديّة. بل هو انقسام على خطوط جهوية وإثنية”.
الاسلوب المتحضر والطريقة المسؤولة التى تم بها فض ارتباط طرفي #تقدم ستكون نقطه مضيئة في تاريخنا السياسي تُبين كيف يدار الاختلاف اذا كان الهدف هو الوطن ومصلحته التي تعلو فوق كل اعتبار .#السودان
— Ibrahim Elmirghani ابراهيم الميرغني (@Elmirgani) February 10, 2025
وقال مغردون إن: “تمسك القوى السياسية والمدنية بموقفها ورفض الاصطفاف لأي من طرفي الحرب يعزز مصداقية القوى السياسية والمدنية ويعكس مدى التزامها وتمسكها بمبادئ ثورة ديسمبر المجيدة”. بينما قال المدون محمد كمبال “انشقاق تقدم هو انتصار للتيار الداعم لوحدة السودان”.
انشقاق تقدم هو انتصار للتيار الداعم لوحدة السودان
— Mohamed Kambal (@MuhammedKambal) February 10, 2025
وتساءل المستشار السياسي السابق لقائد قوات الدعم السريع، يوسف عزت: “لا نعلم كيف سيفرض أنصار تشكيل سلطة من عضوية تقدم شرعية سلطتهم دون امتلاك قوة عسكرية؟”.
انقسمت (تقدم) بعد أكثر من عام من الجهد المبذول لتوحيد القوى المدنية التي ترفع شعار (لا للحرب). كان الأمل معقودًا على أن تتمكن هذه القوى من تحويل هذا الشعار إلى عمل ملموس يلتف حوله السودانيون الذين دفعوا ثمن هذه الحرب في جميع الأقاليم.
سبب الانقسام كما ورد في بيان التنسيقية ، هو…— Yousif .I. Izzat (@yousifizz) February 10, 2025