في إطار تغطية الجزيرة للمشهد في قطاع غزة بعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، كشف وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة في قطاع غزة، عن المشاهد التي كان سينقلها لو كان موجودا في غزة خلال وقف إطلاق النار.

وبينما يتلقى العلاج من إصابته التي تعرض لها أثناء تغطيته للحرب، استعرض الدحدوح من أستديوهات قناة الجزيرة في الدوحة برؤية مفعمة بالمشاعر ملامح التغطية التي كان سيقدمها لو سمحت له الظروف بالبقاء في الميدان.

وقال الدحدوح: “لو كنت هناك سأنقل معاناة الناس، وهذا أمر أكيد”، مشيرا إلى أن أول ما كان سيركز عليه هو “لحظة الفرح وحالة الارتياح رغم كل شيء لدى المواطن الفلسطيني”.

ويضيف أنه كان سيتجول في كل المناطق ليرصد كيف يجسد الفلسطينيون “قدرتهم الهائلة على استعادة الحياة من بين أنقاض منازلهم”.

ويصف الدحدوح المشهد الذي كان سينقله حيث يتوقع رؤية “ناس يحاولون إزالة الأنقاض ليضعوا أقمشة وخياما، ويسكنوا فوق أنقاض منازلهم ليقولوا عدنا إلى هذه الديار رغم هذا الدمار”.

ويشير إلى أن أكثر من 70% من الشعب الفلسطيني لن يجد بيته، مما يجعل الخيام والكرفانات ضرورة ملحة في هذه المرحلة.

عكس الاتجاه

وأوضح الدحدوح أن رسالته بصفته صحفيا كانت ستتمحور حول توثيق “إرادة البقاء التي يقدمها الناس”، مؤكدا أن الفلسطينيين يمضون “عكس الاتجاه”، في إشارة إلى رفضهم محاولات تهجيرهم، مشيرا إلى أن المشهد كان سيظهرهم وهم يعودون “حتى لو كان ذلك إلى خيمة في مسقط رأسهم”.

وفي جانب إنساني مؤثر، يقر الدحدوح الذي فقد زوجته وعددا من أبنائه وأفراد عائلته في الحرب، أنه كان سيسترق لحظات لإلقاء نظرة على قبور الأحبة إن أسعفه الوقت “حتى على الأقل لأطمئن أنهم في داخل القبور أم أن الجرافات والدبابات نبشتهم”.

ويختم الدحدوح حديثه بالإشارة إلى أن “مئات الآلاف من الناس الآخرين لم يستطيعوا العودة إلى أماكنهم”، لكنه يؤكد أن الأمل يحدوهم “طالما أن هذه الساعات بدأت وأن الأمل موجود ويمكن البناء عليه”، في إشارة إلى بداية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وما يحمله من آمال للفلسطينيين في غزة.

يذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه اليوم الأحد ينص في مرحلته الأولى -التي تمتد 6 أسابيع- على الإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا محتجزا في غزة. وفي المقابل، تُفرج إسرائيل عن 737 معتقلا فلسطينيا.

واليوم مساء، سيتم إطلاق سراح 3 أسيرات إسرائيليات محتجزات في قطاع غزة، وسيطلق الاحتلال سراح 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل أسير إسرائيلي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version