تجمع آلاف المتظاهرين، الخميس، في العاصمة الأرمينية يريفان، للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان بسبب قرار حكومته تسليم السيطرة على القرى الحدودية إلى أذربيجان، المنافس القديم لأرمينيا.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وقالت أرمينيا في أبريل إنها ستعيد القرى إلى أذربيجان. وجاء هذا القرار بعد أن شنت أذربيجان في سبتمبر/أيلول حملة عسكرية خاطفة في ناجورنو كاراباخ، وهي منطقة ذات أغلبية أرمنية داخل أذربيجان. وأدى ذلك إلى تدفق عشرات الآلاف من الأشخاص إلى أرمينيا، مما أثار مظاهرات حيث دعا المتظاهرون إلى الإطاحة برئيس الوزراء.
وسار المتظاهرون بقيادة رجل دين كبير في كنيسة أرمينيا مسافة حوالي 100 ميل من القرى القريبة من الحدود مع أذربيجان إلى يريفان حيث تجمعوا يوم الخميس في ساحة الجمهورية.
رئيس وزراء أرمينيا يصل إلى روسيا لإجراء محادثات وسط توتر في العلاقات
وأظهرت مقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي آلاف الأشخاص وهم يلوحون بالأعلام الأرمنية. وأدى رجل دين أرمني كبير صلاة وأخبر المتظاهرين أنه أمهل باشينيان ساعة واحدة للاستقالة، وألقى باللوم عليه في خسارة الأراضي الأرمنية.
وقال رئيس الأساقفة باغرات جالستانيان للمتظاهرين إنه يتعين عليهم “الانخراط في أعمال عصيان سلمية” إذا لم يستمع باشينيان إلى مطالبهم.
وزار باشينيان موسكو الأربعاء وأجرى محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسط تصاعد التوترات بين الحليفين المنفصلين. وعقد الاجتماع بعد يوم من بدء بوتين فترة ولايته الخامسة في حفل تنصيب متألق في الكرملين لم يحضره الزعيم الأرمني.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، الخميس، قوله إن الزعيمين اتفقا على سحب القوات الروسية من بعض المناطق الأرمينية.
وفي تصريحات مقتضبة في بداية المحادثات، قال بوتين إن التجارة الثنائية آخذة في النمو، لكنه أقر “ببعض القضايا المتعلقة بالأمن في المنطقة”.
وقال باشينيان، الذي زار موسكو آخر مرة في ديسمبر/كانون الأول، إن “بعض القضايا تراكمت منذ ذلك الحين”.
وتوترت علاقات أرمينيا مع روسيا، الراعي والحليف منذ فترة طويلة، بشكل متزايد بعد أن شنت أذربيجان حملتها العسكرية في سبتمبر لاستعادة منطقة كاراباخ، منهية بذلك ثلاثة عقود من حكم الانفصاليين العرقيين الأرمن هناك.
واتهمت السلطات الأرمينية قوات حفظ السلام الروسية التي تم نشرها في ناغورنو كاراباخ بعد الجولة السابقة من الأعمال العدائية في عام 2020 بالفشل في وقف الهجوم الأذربيجاني. ورفضت موسكو، التي لديها قاعدة عسكرية في أرمينيا، هذه الاتهامات، بحجة أن قواتها ليس لديها تفويض للتدخل.
وبدوره، أعرب الكرملين عن غضبه من جهود باشينيان لتعميق العلاقات مع الغرب وإبعاد بلاده عن التحالفات الأمنية والاقتصادية التي تهيمن عليها موسكو.
وأثناء زيارة باشينيان لموسكو، أعلنت وزارة الخارجية الأرمينية أن البلاد ستتوقف عن دفع الرسوم لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي معاهدة أمنية تهيمن عليها روسيا. وعلقت أرمينيا في السابق مشاركتها في التجمع حيث سعى باشينيان إلى تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
كما شعرت روسيا بالانزعاج إزاء قرار أرمينيا الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، التي اتهمت بوتين العام الماضي بارتكاب جرائم حرب مزعومة مرتبطة بتصرفات روسيا في أوكرانيا.
وقد أعربت موسكو المنشغلة بالصراع الأوكراني الذي دخل عامه الثالث علنا عن قلقها بشأن تحول يريفان نحو الغرب لكنها سعت إلى التقليل من أهمية الخلافات.
واعترف المتحدث باسم الكرملين بيسكوف الثلاثاء بأن “هناك مشاكل معينة في علاقاتنا الثنائية”، لكنه أضاف أن “هناك إرادة سياسية لمواصلة الحوار”.