لحظة استثنائية عاشها السعوديون وشعوب العالم أجمع في 11 ديسمبر 2024 بعد أن كتبت المملكة العربية السعودية فصلاً جديدًا كأول دولة في تاريخ FIFA تستضيف بطولة كأس العالم بمفردها في شكلها الجديد الذي يتكون من 48 فريقًا. ولفتت هذه التجربة انتباه العالم أجمع، حيث ستكون النسخة الأولى من بطولة كأس العالم التي تتنافس فيها المنتخبات المتأهلة للبطولة بصيغتها الموسعة في دولة واحدة. ومن هنا جاءت رسالة السعودية “مرحبا بالعالم” لتمثل هذا الواقع المبهر الذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر.
ومن المعروف أنه بعد عامين سيودع العالم الشكل القديم لكأس العالم، الحدث الأهم الذي ينتظره الكوكب كل 4 سنوات. ستستمر البطولة العالمية بشكلها الجديد في عام 2030 ولكن بتنظيم مشترك من ثلاث دول، وبعدها سيكون الدور في عام 2034 على السعودية التي ينتظر منها العالم نسخة استثنائية من كأس العالم بالتأكيد غير مسبوق.
إن أهمية منح المملكة حق استضافة كأس العالم 2034 تتجاوز كرة القدم، إذ تأتي تعبيراً عن ثقة المجتمع الرياضي الدولي بقدرات السعودية وإمكانياتها من تنوع جغرافي ووزن اقتصادي وغنى ثقافي وعطر تاريخي. مما سيجعل استضافة البطولة على أراضيها فرصة كبيرة لتحقيق تجربة شاملة لعشاق كرة القدم بهواياتهم واهتماماتهم المتنوعة.
بعد عشر سنوات من اليوم، سيكتب السعوديون صفحة جديدة ومشرقة في كتاب العزة السعودية، وهذه المرة عبر بوابة الرياضة. ووراء هذا الإنجاز يقف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، القائد الملهم الذي قاد وخطط وتابع وأشرف بدقة على تفاصيل هذه القصة الملهمة، مستعيناً بذلك من الله ثم من شعب هو في نظره العاصمة الأولى والعاصمة الأولى. ثروة لا تنضب. كيف لن يحدث؟ فهو من زرع الأمل في نفوسهم، وأشعل شعلة الطموح، ورفع شعار «المستحيل ليس سعودياً». وعبّر عن هذا الإنجاز بكل بلاغة وإيجاز بقوله: “نحن لا نحلم، بل نفكر في واقع يتحقق”.
ولم يتوقف ولي العهد عند هذا الحد، بل رفع مستوى الإنجاز السعودي إلى أعلى مستوى استراتيجي لدى صناع القرار من خلال تشكيل لجنة عليا يرأسها شخصيا لمتابعة هذا المشروع الوطني الذي جاء نتيجة مستحقة رحلة طويلة وشاقة منذ إطلاق رؤية 2030. وبذلك تبعث رسالة أخرى عن تصميم المملكة العربية السعودية وتصميمها على نقل الرياضة وكرة القدم إلى مستوى آخر من الرعاية والضيافة السعودية. وعبر ذلك عن العراقة المتجددة والهوية الوطنية المتجذرة في أعماق التاريخ لتشكل أعظم فرصة لإيصال رسالة السعودية إلى عالم التسامح والمحبة والسلام. وسلاحنا في ذلك هو عزيمة أهل طويق وشباب المملكة القادرين على تخطي كافة الصعوبات.
ورسالة السعودية اليوم هي أنها اللاعب الأهم في مجال الثقافة كما كانت على المستوى الاقتصادي والسياسي والديني. فهي ليست مجرد مضخة وقود للعالم أو براميل نفط تؤثر على اقتصاده، بل هي صانعة سلام ومصدر حب وثقافة وفنون، بالإضافة إلى القدرة على الوصول إلى واحدة من أهم تجارب الاستضافة حدث رياضي بهذه الأهمية.
وهذا النصر السعودي هو إرادة القيادة السياسية، وعزيمة الشعب، وعمل المؤسسات والمنظمات والهيئات التي تضافرت جهودها لحصده. وإذا كانت استضافة كأس العالم هي جوهرة التاج في قصة التفوق السعودي الطويلة، فإن كتاب نجاحاتها يحتوي على صفحات عديدة من استضافة كأس آسيا 2027 إلى تنظيم إكسبو العالمي 2030.
ورسالة السعودية اليوم هي أنها قادرة على خلق الإبداع وتقديمه للعالم بما يحقق «العتيق المتجدد»، وهي ازدواجية سعودية بامتياز.
وكانت فرحة السعوديين وابتهاجهم وتضامنهم للتعبير عن تلك الفرحة بمثابة رسالة شكر وعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على دعمهما اللامحدود لكافة الأنشطة والقطاعات التي تستثمر في الوطن والوطن. المواطن وتحقيق الرخاء والرفاهية وتنافس دول العالم الأول لتثبت أن “المستحيل ليس سعوديا”. التميز السعودي قطار سريع نحو المستقبل، محطته الأولى كانت رؤية 2030، ومحطاته كثيرة ومتنوعة في كل المجالات والمستويات، وطموحاته ليس لها حدود إلا السماء.