قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن محمد الصمادي إن المقاومة الفلسطينية حققت نجاحا إستراتيجيا كبيرًا بعد مرور 100 يوم على بدء العمليات العسكرية في منطقة شمال قطاع غزة.

وكان جيش الاحتلال أقر -أمس السبت- بمقتل 4 جنود من لواء ناحال وإصابة ضابط وجندي بجروح خطرة جراء تفجير عبوة شديدة الانفجار في بلدة بيت حانون، في حين ذكرت منصات تابعة للمستوطنين أن 7 جنود إسرائيليين قتلوا السبت، وأصيب نحو 30 آخرين بجروح بينهم 11 إصاباتهم خطرة وصعبة.

وفي تحليل للمشهد العسكري بالقطاع، أكد الصمادي أن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق نصر عسكري حاسم، بينما استطاعت المقاومة أن تصمد بشكل أسطوري رغم الفارق الكبير في ميزان القوى.

وبحسب الصمادي فإن هذا الصمود يعكس فشلا إستراتيجيا لجيش الاحتلال الذي لم يتمكن من الحسم العملياتي، مشيرا إلى أن قدرة المقاومة على الصمود 464 يوما في معركة غير متماثلة تعكس تطورا نوعيا في الأداء العسكري والتكتيكي للفصائل الفلسطينية.

3 محاور

وأضاف الصمادي أن النجاحات التي حققتها المقاومة تتوزع على 3 محاور رئيسية:

  • الأول: يتمثل في القدرات الاستخباراتية التي مكنت المقاومة من الرصد والمراقبة والاستطلاع بشكل دقيق رغم بيئة العمليات الخطرة، وأشار إلى أن المقاومة استطاعت العمل بفاعلية وسط ظروف صعبة تتضمن مراقبة دائمة من قبل المُسيرات وطائرات الاستطلاع التابعة للاحتلال.
  • الثاني: يتعلق بالإنجازات العملياتية التي تجلت في إيقاع خسائر كبيرة بصفوف الاحتلال، وهو ما تم توثيقه عبر مقاطع الفيديو التي بثتها كتائب القسام والفصائل والتي أظهرت الدقة والاحترافية في تنفيذ العمليات الميدانية.
  • الثالث: يتمثل في الحرب النفسية التي كان لها أثر كبير على الداخل الإسرائيلي وعلى معنويات جنود الاحتلال، حيث نجحت المقاومة في إيجاد حالة من الترقب والخوف في صفوف القوات الإسرائيلية العاملة بغزة، نتيجة تعرضهم المستمر لكمائن وعمليات استهداف دقيقة ومفاجئة.

وأشار الصمادي إلى أن تعثر جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه العملياتية دفعه إلى سلسلة من الأخطاء الإستراتيجية، من بينها الزج بألوية مدرعة في مناطق العمليات دون وجود قوات مشاة كافية، مما أدى لفشل تلك القوات في تحقيق اختراقات ميدانية.

ولفت الخبير العسكري والإستراتيجي إلى أن جيش الاحتلال اضطر إلى استبدال الألوية المدرعة مثل اللواء 460 بلواء آخر مرهق هو لواء ناحال، مما فاقم من خسائره.

تكتيكات جديدة

وبيّن الصمادي أن الخطة الأساسية لجيش الاحتلال كانت تهدف إلى تهجير أهالي شمال غزة تحت ذريعة القضاء على المقاومة، وهو ما أُعلن بوضوح عندما صرح قادة الاحتلال بأنهم سيتعاملون مع أي شخص في الشمال على أنه مقاتل، بغض النظر عن عمره وجنسه.

غير أن المقاومة تصدت لهذه المحاولات عبر تكتيكات ميدانية جديدة، شملت زيادة كبيرة في عمليات القنص، وكمائن الموت، والعمليات الاستشهادية بالأحزمة الناسفة.

وأكد الصمادي أن المقاومة الفلسطينية أظهرت خبرات تراكمية بالعمل الميداني، بينما لجأ جيش الاحتلال إلى استخدام أقصى قدراته القتالية، بما في ذلك الروبوتات العسكرية، في محاولة للخروج من مأزقه العملياتي، ولكنه ما زال يخسر ويفشل في تحقيق أهدافه.

وخلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أقر الاحتلال حتى اليوم بمقتل 835 ضابطا وعسكريا، إضافة إلى آلاف الجرحى والمعاقين جسديا ونفسيا جراء الحرب.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version