مينسك – قالت جماعة حقوق الإنسان البيلاروسية إن بيلاروسيا نفذت مداهمات جماعية واستجوابات واعتقالات لعشرات من أصدقاء وأقارب السجناء السياسيين، في أحدث حملة قمع يشنها النظام على المعارضة.
تعرض ما لا يقل عن 159 شخصًا للاضطهاد في جميع أنحاء البلاد يوم الثلاثاء في “مداهمة أمنية واسعة النطاق” نفذتها لجنة أمن الدولة البيلاروسية، المعروفة باسم كيه جي بي البيلاروسية، وفقًا لمركز فياسنا لحقوق الإنسان.
وبحسب ما ورد، جاء جهاز الاستخبارات السوفييتي (كي جي بي) البيلاروسي إلى منازل وأماكن عمل أصدقاء وعائلات السجناء السياسيين، واستجوب حوالي 100 شخص واعتقل ما لا يقل عن 26 آخرين. وقال فياسنا إن العديد منهم قالوا إنهم أجبروا على التوقيع على اتفاقيات عدم الكشف، مضيفًا أنه تم فحص هواتف بعض المحتجزين قبل إعادتهم مع تثبيت برامج المراقبة.
وكتب فياسنا يوم الخميس أنه تم فتح إجراءات جنائية ضد بعض الأفراد المتهمين بـ “الترويج للأنشطة المتطرفة”.
وقالت المنظمة الحقوقية إن مارينا أداموفيتش، زوجة السجين السياسي والمرشح الرئاسي السابق ميكالاي ستاتكيفيتش، حكم عليها بالسجن 15 يوما بتهمة “الشغب التافه”.
وقالت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفياتلانا تسيخانوسكايا إنها “صدمت” من المداهمات ودعت المجتمع الدولي إلى “الرد بشكل حاسم على هذه الفظائع”.
ووصفت تسيخانوسكايا، التي أُجبرت على النفي في عام 2020 بعد فوز الرئيس ألكسندر لوكاشينكو في الانتخابات الرئاسية التي اعتبرها المراقبون مزورة، اعتقال أداموفيتش بأنه “تذكير صارخ بتكتيكات النظام القاسية”.
وكتبت تسيخانوسكايا يوم الخميس على موقع X: “هذه الموجة الأخيرة من القمع هي انتقام النظام من أولئك الذين يحبون بلادنا ويسعون إلى طريق حقيقي للخروج من الأزمة السياسية في بيلاروسيا التي خلقها الدكتاتور”.
ولم ترد لجنة أمن الدولة البيلاروسية على الفور على طلب CNN للتعليق.
وأدانت عدة حكومات أوروبية يوم الأربعاء الاعتقالات. وقالت وزارة الخارجية النرويجية إنها “تشعر بقلق عميق إزاء اعتقال مارينا أداموفيتش ومدافعين آخرين عن حقوق الإنسان وأفراد أسرهم يوم أمس”. ودعت إلى إطلاق سراح كافة السجناء السياسيين فوراً.
ووصفت وزارة الخارجية الهولندية المداهمات بأنها “تصعيد آخر في سلسلة طويلة من انتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات البيلاروسية”.
وقالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها السنوي الذي نشرته في وقت سابق من هذا الشهر، إن السلطات البيلاروسية نفذت “حملة قمع واسعة النطاق ومنهجية ضد المعارضة” خلال عام 2023.
وقالت المنظمة: “خلال العام الماضي، ضاعفت السلطات البيلاروسية جهودها لخلق فراغ معلوماتي حول القمع المستعر من خلال عزل السجناء السياسيين عن العالم الخارجي والتنمر على محاميهم وعائلاتهم لإجبارهم على الصمت”. — بي بي سي
