منذ دخول الجيش الإسرائيلي بريا إلى جنوب لبنان، عملت قواته على توثيق عملياتها بنسف قرى بأكملها على الشريط الحدودي والمناطق التي دخلت إليها، وكانت أبرز عمليات التفخيخ والتفجير مرتبطة بكتيبة جادان 5280 وهي كتيبة هندسة في لواء ألكسندروني في الجيش الإسرائيلي.

إذ نشر الناشط الفلسطيني يونس الطيراوي مقطع فيديو يظهر قيام جنود وحدة جادان 5280 بتفخيخ وتفجير قرى في جنوبي لبنان بشكل كامل.

وأظهر المقطع الذي نشره الناشط الفلسطيني، كيف يقوم جنود الاحتلال بعمل جماعي في تفخيخ المنازل بالمتفجرات، ومن ثم توثيق عمليات التفجير بطائرات استطلاع أو من خلال هواتفهم النقالة قبل تفجير القرى، وأظهر الفيديو أيضا تفجير الكتيبة 5280 عدة قرى في أوقات مختلفة.

وخلال عملية البحث التي أجرتها الجزيرة نت عن كتيبة جادان 5280 في منصات التواصل، ظهرت عدة مقاطع لعناصر الكتيبة وهم يحتفلون قبل وخلال تفجيرهم القرى في جنوبي لبنان.

وكان من أكثر المقاطع انتشارا على منصات التواصل الإسرائيلية لعمليات التفجير التابعة للكتيبة هو جلوس ضابط إسرائيلي على كرسي له تاج ويعطي التعليمات لتفجير قرية ميس الجبل وسط احتفالات الجنود الإسرائيليين.

وكذلك أظهرت مقاطع أخرى خلال عملية البحث تفجير كتيبة 5280 كتلا سكنية في حي الشجاعية بغزة.

ومن يتابع الحسابات الإسرائيلية يجد أن أصحابها يتفاخرون بأعمال التفخيخ والتفجير التي تقوم بها كتيبة 5280 في الجيش الإسرائيلي.

وتعتمد إسرائيل سياسة التدمير في المناطق الحدودية في جنوبي لبنان، واستهدفت عمليات التدمير هذه مباني في جنوب لبنان مثل بلدات يارين ومروحين والضهيرة. كما تم تفخيخ أخرى وتسويتها بالأرض في العديسة، ومحيبيب، وميس الجبل.

وأظهرت صور الأقمار صناعية دمارا واسعا في بعض هذه القرى، وأظهرت لقطات أخرى من طائرة استطلاع لحظة تفجير قوات الاحتلال مباني مفخخة في بلدة محيبيب التابعة لقضاء مرجعيون جنوبي لبنان.

وبحسب وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية، فإن 23 قرية من أصل 29 على الشريط الحدود بين لبنان وإسرائيل دمرت بشكل كبير جدا، وقال ناشطون محليون إن الجيش الإسرائيلي فجّر أكثر من 200 مبنى عن طريق تفخيخه ومن ثم نسفه.

وتعليقا على عمليات نسف القرى بشكل ممنهج من قبل الجيش الإسرائيلي، قال مغردون إن سياسة نسف القرى والمباني التي تتبعها إسرائيل في لبنان وغزة هدفها تهجير سكان هذه المناطق التي تنسفها بالكامل لتمنعهم من العودة إليها.

وأشار آخرون إلى أن ادعاء الجيش الإسرائيلي وجود أنقاق تابعة لحزب الله تحت هذه القرى هو ادعاء كاذب، واستدلوا على ذلك بأن صواريخ المقاومة اللبنانية لا تزال تخرج من بعض المناطق التي تم نسفها وتفجيرها، وفق قولهم.

وطالب ناشطون بجمع هذه المشاهد التي ينشرها جنود الاحتلال والتي يوثقون من خلالها عمليات نسف القرى والأحياء، وأرشفتها من أجل استخدامها ضدهم في المحاكم الدولية، وأضاف هؤلاء أن الجريمة لا تسقط بالتقادم، ويجب أن تتم محاسبة الجيش الإسرائيلي على جرائمه كافة في قطاع غزة ولبنان.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version